Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genres
أهم المراجع الإسرائيلية بعد التوراة هو كتب المشنا القديمة. «فالمقرأ» هو ما يحفظ بالقراءة في الكتب، وهو نصوص التوراة المعتمدة.
و«المشنا» هو ما يحفظ بالذكر والاستظهار، ومنه التلمود على نشأته الأولى.
وأصل مادة الكلمة من شنا أي كرر، وهي تقابل في العربية مادة ثنى، بمعنى أعاد ثانية، واستعيرت للإعادة التي يراد بها حفظ الكلام المعاد. وترجع مأثورات «المشنا» إلى أيام النفي في بابل، حيث أقامت عشائر من اليهود منفية عن فلسطين.
وكان الغرض من «المشنا» تفسير التوراة والتعليق عليها، وتشتمل هذه التفسيرات على عظات المعابد، وتأويلات الفقهاء، وشروح المفسرين ممن بلغوا مرتبة الرئاسة في التعليم.
وقد حصرت المشنا في القرن الثاني للميلاد، ودونت بعد الاعتماد على الرواية أو التعليقات المتفرقة، ومعظمها محفوظ بالعبرية العامية التي يفهمها المستمعون إلى مواعظ البيع وأحاديث الفقهاء.
واشتملت عند جمعها على ستة أقسام، واشتملت هذه الأقسام على ثلاثة وستين فصلا، واشتملت الفصول على نبذ تبلغ خمسمائة وثلاثا وعشرين، أضيفت إليها نبذة بعد ذلك فبلغت خمسمائة وأربعا وعشرين. أما الأقسام الستة فهي: قسم الزرع، وهو خاص بالمزروعات والمحصولات ومعاملاتها، وقسم الموعد، وهو خاص بأوقات المواسم والأعياد، وقسم النساء، وهو خاص بالزواج والطلاق وما يتصل بهما من الأحوال الشخصية، وقسم العروض والتعويضات، وهو خاص بسائر المعاملات والمحاكمات، وقسم المقدسات، وهو خاص بشعائر العبادة، وقسم الطهارة، وهو خاص بالغسل والتطهير من النجاسات التي حرم معها القيام بالفرائض الدينية.
وزيدت على المشنا في العصور الحديثة كتب من قبيلها تسمى ب «التصافوت»، من مادة يصاف أي يضاف، ومعناها الإضافات. وأكثر هذه الإضافات من وضع الكهان الأوروبيين إلى القرن الثاني عشر للميلاد. ولم تشتمل المشنا على جميع المأثورات، بل بقيت خارجا منها أحكام تنقل بالرواية، وتعرف ب «البرايتا» أي البرانية.
وانتهى تمحيص المشنا القديمة إلى اختيار طائفة من الأحكام المتفق عليها تسمى الجمارة، أي التكملة.
ومن مرويات المشنا والجمارة تجتمع كتب التلمود، وهي قسمان: تلمود بابل، وتلمود فلسطين، ولكن التلمود لا يحتوي كل ما في المشنا والجمارة.
ويعرف بعض المأثورات الإسرائيلية باسم «المدراش» أو الدراسات، وتلك تتضمن أقوال الفقهاء وحواشيهم على النصوص والمحفوظات، وأشهرها مدراش رباه التي تدور كل دراسة منها على كتاب من كتب التوراة الخمسة، وقد تمت عند القرن السادس للميلاد، وترجع في أسانيدها كما جاء فيها إلى أيام إبراهيم، ولكنها عند اليهود على درجات؛ فمنها ما يعول عليه، ومنها ما هو من قبيل القصص التعليمية، والأمثال الوعظية، تساق للاعتبار ولا يقصد بها التاريخ أو الاعتقاد.
Unknown page