Ibrāhīm Abūʾl-Anbiyāʾ
إبراهيم أبو الأنبياء
Genres
وتدل الأحافير على قدم الضحايا البشرية في العبادات التي سبقت عهد الساميين بوادي النهرين وبقاع الهلال الخصيب، وأنها بقيت إلى ما بعد وفود الشعوب السامية إلى تلك البقاع.
وتدل الأحافير بمدينة «أور» على قدم تلك العادة في عبادة الملوك خاصة؛ إذ كان الملوك يدفنون ومعهم حاشيتهم ووزراؤهم، ولا يبدو من هيئة جثمانهم أنهم ماتوا على الرغم منهم، فليس منهم من وجدت جثته وفيها أثر الذبح أو الخنق أو القتل بالضرب العنيف، ولهذا يعتقد «وولي» في كتابه «أور الكلدانيين»
Ur of the Chaldess
أنهم كانوا يتجرعون باختيارهم عقارا ساما يخدرهم ويميتهم؛ لإيمانهم بالانتقال مع الملوك الأرباب إلى حالة في السماء كحالتهم في الحياة الأرضية.
ووجدت على بعض أختام الطين صور آدميين يلبسون قناعا يشبه رأس الحيوان، والمظنون أن هذا الزي كان مقدمة للذبح الرمزي، وإجراء الشعائر مجرى التمثيل المقدس في الاحتفالات العامة، ولا سيما الاحتفال بعيد رأس السنة.
3
ووجد في حفائر «أور» تمثال جدي مربوط مقيد في شجرة، لعله رمز لاستبدال الضحية الحيوانية بالضحية البشرية، وتاريخه في تقدير «وولي» سابق لعصر الخليل بألف وخمسمائة سنة.
ولكن الضحية البشرية بقيت إلى ما بعد أيام موسى عليه السلام، ويتضح هذا من الإصحاح الثاني والعشرين في سفر الخروج؛ حيث حرم على بني إسرائيل أن يعطوا أبكار أبنائهم قربانا إلى الله، ويتضح أيضا من الإصحاح العشرين من سفر اللاويين؛ حيث ينص على عقوبة الرجم لمن يعطي ابنه قربانا للرب.
ومع هذا كان بعض أمرائهم ينذر أبناءه ليحرقهم على المذبح قربانا إلى الله، كما فعل يفتاح ونذر «نذرا للرب قائلا: إن دفعت بني عمون ليدي؛ فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة يكون للرب، وأصعده محرقة.»
4
Unknown page