Ibn Taymiyya ḥayātuh ʿaqāʾiduh
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
لكن فاتهم ان هذه في الحقيقه ما هى الا دعوى اكتشفت اخيرا للظهور بتبرير علمى مقبول لمتابعه ابن تيميه ونشر سائر افكاره ، وقد روج لها بعض المستشرقين ايضا ، وساعد على رواجها ان الفئات السياسيه المتنفذه امس واليوم لم تجد في هذه الدعوى ما ينفرها ، بل وجدت فيها ما يطمئنها حين ادركت ان الشيخ ابن تيميه كان دائما شديد التحذير من الخروج على السلطان وان كان ظالما ومجاهرا بالفسق وركوب المحرمات ، وايضا فان هذه النقطه بالذات قد اصبحت نقطه التقاء الفرقاء المتخاصمين على الدوام ، يلتقى عندها الظالم والمظلوم ، والمفسد والمصلح! فكثير من دعوات التغيير قد اتخذت من هذه النظريه مبدا لها ، فهى تحرم الخروج على السلطان وان عطل الحدود وتجاوز في الظلم والافساد اقصى مداه.
فاتخذ هولاء من تلك النظريه ذريعه لتقصيرهم وتباطئهم ، واتخذ منها اولئك آله لبقائهم في الملك وتماديهم!.
واذا اغفلنا هذه الحقيقه الظاهره فان التقييم المتقدم - الذى يرى في ابن تيميه امام التجديد - قد يصدق في النظره الكليه الى دراسات الشيخ ابن تيميه ومصنفاته وعناوين بحوثه، ولكنه لا يصدق مع التفاصيل التى راينا كيف كانت مليئه بالاخطاء والمغالطات والمجازفات الخطيره.
وقد تنبه بعض الدارسين الى هذا فراى ان ما اصاب به الشيخ فهو لنا، ننتفع به بقدر ما يمكنه ان ينفعنا. واما اخطاوه في التفاصيل وفى بعض العناوين فهى عليه، وقد افضى الى عمله.
وهذه نظره جيده وفهم صحيح يعرف للعلم حقه من دون ان يحمله هذا على الغلو في الرجال وتقديسهم ومتابعتهم حتى على الخطا والمحذور الشرعى.
Page 248