Ibn Taymiyya Hayathu
ابن تيمية حياته عقائده
Genres
واعجب من هذا قوله في اثناء دفاعه عن يزيد ما نصه: (وان يزيد ظهر في داره الندب لقتل الحسين، وانه لما قدم عليه اهله وتلاقى النساء تباكين، وانه خير ابنه عليا بين المقام عنده والسفر الى المدينه، فاختار السفر الى المدينه فجهزه الى المدينه جهازا حسنا).
فدليله على براءه يزيد انه ظهر في داره الندب لقتل الحسين، فكيف ظهر هذا الندب؟! يقول: لما قدم عليه اهله وتلاقى النساء تباكين، فبكاء النساء دليل على براءه يزيد!!.
وبعد، لاحظ قوله: (لما قدم عليه اهله) يعنى لما قدم اهل الحسين على يزيد ، فهل سال نفسه كيف قدموا على يزيد ان لم يكن هو الذى جلبهم كسبايا حرب؟! هل قدموا عليه رغبه منهم وشوقا لرويه يزيد ؟! ام قدموا مصطافين فاحبوا زيارته؟!.
ام رايت استخفافا بالاسلام واهله وتاريخه كهذا؟!.
كل هذا في حفظ كرامه (السلطان القائم) على سنه بنى اسرائيل!.
انه منطق لا يشبه في شيء منطق الاحرار الذين يعرفون معنى الكرامه ويفهمون ماذا يعنى انتصار القيم.
انه لا يشبه حتى منطق المستشرقين من النصارى الذين ادركوا شيئا من قيم الاسلام واخلاق النبى الكريم وان لم يتحلوا بها!.
فنهضه الحسين (ع) ليست للمومنين وحدهم، بل هى لبنى الانسان حيث كان، وما من انسان تحلى بطرف من مكارم الاخلاق الا وهو يجد في تلك النهضه مثلا اعلى في تاريخ بنى الانسان (فكل صفه من تلك الصفات العلويه التى بها الانسان انسان، وبغيرها لا يحسب غير ضرب من الحيوان السائم، فهى مقرونه في الذاكره بايام الحسين (ع)..
وليست في نوع الانسان صفات علويات انبل ولا الزم من الايمان والفداء والايثار ويقظه الضمير وتعظيم الحق ورعايه الواجب والجلد في المحنه والانفه من الضيم والشجاعه في وجه الموت المحتوم، وهى ومثيلات لها من طرازها هى التى تجلت في حوادث كربلاء يوم نزل بها ركب الحسين، ولم تجتمع كلها ولا تجلت قط في موطن من المواطن تجليها في تلك الحوادث..
Page 232