فصل تمهيدي
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
فصل تمهيدي
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
Unknown page
الفصل الرابع
الفصل الخامس
ابن الشعب
ابن الشعب
تأليف
فرح أنطون
فصل تمهيدي
مقدمة
المشهد الأول
في غرفة الدكتور غراي (الدكتور غراي - أنا غراي زوجته) (الوقت ظلام.) (الدكتور جالس أمام مائدة عليها مصباح ودفاتر وأوراق وهو يستعد للكتابة وزوجته واقفة بجانبه يسراها على كتفه وبيمينها مصباح.)
Unknown page
الدكتور :
جودنيت أنا. فإني لاحق بك بعد حين.
أنا :
كم قد قلت لي هذا القول ثم بقيت ساهرا أمام هذا المصباح إلى قرب الصباح؟ رفقا بصحتك يا چون واذكر أنك الطبيب الوحيد في هذه القرية فإذا أصابك مرض فمن يطببك ولا طبيب هنا سواك.
الدكتور :
جودنيت أنا.
أنا :
تعني أن حضوري ثقيل عليك وكلامي غير مقبول لديك؟ فالأمر لك إذا. أنا ذاهبة عنك ألا تريد شيئا؟ (تهم بالذهاب) .
الدكتور :
كلا. جودنيت.
Unknown page
أنا (ملتفتة إليه) :
إكراما لخاطري ضع نظارتك على الأقل لئلا تؤذي المطالعة بصرك.
الدكتور :
سأضعها.
أنا :
ثنك يو، وحيات عيني لا تطل سهرك. الآن جودنيت.
الدكتور :
جودنيت. (تخرج أنا فيقصد الدكتور المكتبة ويأخذ منها مجلدين ويضعهما على المائدة ويشرع في المطالعة وبعد هنيهة تسمع ضجة تحت النافذة من الخارج.)
المشهد الثاني
الدكتور - عربجي - روبرتس
Unknown page
روبرتس (من خارج المرسح) :
عربجي، انزل واقرع هذه النافذة.
عربجي :
أمرك يا سيدي (العربجي يقرع نافذة الدكتور قرعا)
هو. هو.
الدكتور (مسرعا إلى فتح النافذة) :
ماذا تريد يا بني؟
روبرتس (بلهفة من الخارج) :
أين منزل طبيب القرية يا سيدي؟
الدكتور :
Unknown page
هنا. فما حاجتك؟
روبرتس :
ما أخطأ من هدانا إليه، وأين الطبيب صاحب المنزل؟
الدكتور :
هو أمامك. فماذا تريد؟
روبرتس :
أريد أن تتفضل بفتح الباب يا سيدي لأننا في حاجة إليك.
الدكتور :
أهلا بك، ولكن انتظر قليلا. (يذهب الدكتور ويفتح الباب فيدخل رجل مستور الوجه بوجه صناعي من الأوجه التي يستعملونها في المساخر.)
المشهد الثالث
Unknown page
الدكتور - روبرتس
الدكتور (متراجعا إلى الوراء) :
ما هذا؟
روبرتس :
أنصت ولا تخش شرا.
الدكتور :
ولكن ...
روبرتس :
علام الاستدراك أيها الدكتور، أفتكره مساعدة المتألمين إذا لم تعرف وجوههم.
الدكتور :
Unknown page
معاذ الله.
روبرتس :
وإذا أرادوا إخفاء أسمائهم كوجوههم.
الدكتور :
سيان عندي في صناعتي عرفت وجه الرجل الذي أعالجه أم لم أعرفه إلا ...
روبرتس (قاطعا حديثه) :
لا تخف يا سيدي فلا دخل للسياسة في أمرنا. وأقسم لك بالله على صدق هذا القول. وإنما في المركبة خارجا شخص على شفا الموت. فهل تأذن بإدخاله؟
الدكتور :
على الرأس والعين.
روبرتس :
Unknown page
ألف شكر لك أيها الدكتور الفاضل. أأنت متزوج أم عازب؟
الدكتور :
علام هذا السؤال؟
روبرتس :
لأسألك إذا كانت امرأتك لطيفة وفاضلة مثلك.
الدكتور :
مر ما تشاء.
روبرتس :
تفضل وادعها لتحضر فإن الشخص المفتقر إلى مساعدتك مفتقر أيضا إلى مساعدتها لأنه من جنسها.
الدكتور :
Unknown page
وهل هو امرأة ...؟
روبرتس :
نعم امرأة، ولكن آه، إنها ملاك في صورة إنسان، حياتي منوطة بحياتها يا دكتور، فإذا أنقذتها أنقذت نفسين في آن واحد. ألا تدعو امرأتك ...؟
الدكتور :
سأدعوها الساعة.
روبرتس :
سيدي (يضع كيس نقود على المائدة)
ليس هذا من قبيل الجزاء فإن كل ما في خزانة الملك چورج لا يكافئك على جميل صنعك، ولكنه من قبيل معرفة الجميل.
عربجي (داخلا مسرعا) :
سيدي إن السيدة تناديك بإلحاح.
Unknown page
روبرتس (بلهفة) :
ها أنا ذا (ويخرج مسرعا) .
الدكتور (قارعا باب غرفة امرأته) :
أنا. أنا.
أنا (من غرفتها) :
ما هذه الحركة والضوضاء.
الدكتور :
أتانا زائرون يا أنا فأسرعي إلى هنا.
المشهد الرابع
الدكتور - أنا - روبرتس (تدخل أنا من غرفتها وروبرتس يدخل من الخارج حاملا كارولين بين يديه.)
Unknown page
أنا (مذعورة من لثام روبرتس) :
آه ما هذا؟
الدكتور :
لا تخافي.
روبرتس (لكارولين بعد أن يضعها على المقعد) :
ألا تزالين تتألمين.
كارولين (متململة وملتوية كامرأة على وشك الولادة) :
آه. آه ... ما أشد آلامي.
روبرتس :
ويلاه، دكتور. (يقترب الدكتور منها ويجس نبضها.)
Unknown page
الدكتور :
هذه السيدة حامل يا سيدي وهي على وشك الولادة.
روبرتس :
إذا نحن لا نستطيع السفر.
الدكتور :
هذا أمر مستحيل (في خلال ذلك تبقى كارولين متوجعة) .
كارولين (تخاطب أنا) :
آه، ألا تعتنين بي يا سيدتي؟
أنا (آخذة بيدها) :
اعتنائي بأختي أيتها الحبيبة.
Unknown page
كارولين :
آه، ما أطيب قلبك (تسند رأسها على يديها)
وما أشد عذابي.
الدكتور :
أنا، أخلي للسيدة غرفتك (تخرج أنا) .
روبرتس :
وأنا أهتم بالخيل والمركبة (يهم بالخروج فتمسك كارولين به) .
كارولين :
لا تذهب فإن فرائصي ترتعد إذا غبت عني دقيقة واحدة.
روبرتس :
Unknown page
ولكن لا بد يا عزيزتي من إفراغ الأمتعة هنا وإخفاء المركبة والخيل.
كارولين (متوجعة دائما) :
لا لا فإنني لا أطيق فراقك.
روبرتس :
دكتور ... عفوا ... إني أخجل من تكليفك بهذا الأمر.
الدكتور :
على الرأس والعين يا سيدي. (يخرج الدكتور لتدبير الخيل والمركبة.)
كارولين (متألمة دائما) :
يظهر أنهم قوم كرام.
روبرتس :
Unknown page
نعم. ولكن لماذا وقفنا في هذا المكان بعد أن كدنا نفوز بالوصول إلى الميناء حيث أعددنا كل وسائل الهرب.
كارولين :
آه من هذا الألم الذي أصابني، ولكن لماذا لا ترفع نقابك عن وجهك يا روبرتس.
روبرتس :
أخاف أن يكون أحد من أهل المنزل قد رآني في لندن يوما من الأيام.
كارولين :
وهل كنت ذا شهرة عظيمة فيها.
روبرتس (مخفيا اضطرابه) :
نعم ... دعينا من هذا الموضوع الآن.
كارولين :
Unknown page
وأبي؟
روبرتس :
آه من أبيك.
كارولين :
لا تسئ الظن به لأنه يحبني، ولكن ما الذي منعك من مقابلته وخطبتي إليه، آه، آه ... ما أشد آلامي. (يدخل الدكتور من الباب الخارجي ويستمر سائرا نحو غرفة أنا فيناديه روبرتس.)
روبرتس :
دكتور ... اسمع صراخها.
الدكتور :
أنا راجع كلمح البصر.
كارولين (ملتوية دائما) :
Unknown page
آه، وإن لحق بنا أبي؟
روبرتس :
هذا الذي يرعبني.
كارولين (بقوة وحدة) :
روبرتس إذا وقعت عيني على أبي قبل أن أصير حليلتك مت من الخجل والعار. (يدخل الدكتور وأنا.)
روبرتس :
هذا الدكتور.
الدكتور :
لقد أعددنا كل شيء. (يستندان كارولين فتمشي بينهما متثاقلة أما روبرتس فيحاول التخلص منها.)
كارولين :
Unknown page
إلى أين؟ قلت لك لا أستطيع فراقك.
روبرتس :
ولكن لا بد يا عزيزتي من افتقاد السائق والمركبة، حتى إذا كان أبوكي لاحقا بنا لم يهتد إلينا ... ها، هذا صوت مركبة. (يطل روبرتس من النافذة فلا يرى شيئا.)
الظلام شديد السواد خارجا، تجلدي واصبري يا كارولين فإني عائد بعد حين.
كارولين :
آه لا تطل غيابك فإني أخشى أن أموت دون أن أراك. (تخرج كارولين مع الدكتور ويخرج روبرتس لافتقاد السائق والمركبة.)
أنا :
لماذا يستر هذا الرجل وجهه بهذا الوجه الصناعي، لا ريب أنه من أكابر لندن ويخشى أن يعرفه أحد عندنا. أما امرأته فإنها الآن مستقبلة أشد آلام الحياة وأعظم مسراتها. وأي ألم أشد من ألم الوضع وأية لذة أعظم من لذة البنين؟ فليحفظ الله صغيرها القادم، دعاء تعيسة أحرمتها الطبيعة هذه اللذة الطاهرة.
روبرتس (عائدا) :
سيدتي.
Unknown page
أنا :
سيدي.
روبرتس :
هل تتفضلين بذكر اسمك.
أنا :
أنا غراي.
روبرتس :
مسس غراي لا يخيفك هذا اللثام فإنه يستر وجه رجل كريم.
أنا :
أنا أعتقد ذلك يا سيدي.
Unknown page