277

Ibn al-Rūmī: ḥayātuh min shiʿrih

ابن الرومي: حياته من شعره

Genres

وتغاضت على قذاكم جفوني

لا يغرنكم بجهلي حلمي

وارعوائي إلى حيائي وديني

إن لين المهز في السيف أمضى

بغراريه في صميم الشئون

أو كما قال لغيرهم ولغيرهم من العابثين والماطلين الذين كانوا يضحكون مما يبكيه، ويتفكهون بما يحز في قلبه ويدميه، فماذا أفاده العتاب، وماذا دفعت عنه الشكاية؟! لا شيء! لأن الأعراض هانت على أصحابها في ذلك العصر فلا يبالون المذمة إلا أن يكون فيها معنى الاجتراء على الجاه والقوة، وهم أحرى ألا يبالوها من شاعر كابن الرومي ليس أسهل عليهم من أن يقولوا عنه: إنه هذيان ممرور، فيضيق ذرعا بهم ويهجو كالمدفوع إلى غير ما يحب، ويظهر ذلك منه في بعض القصائد كما يظهر من قوله:

لا يغضبن لعمرو من له خطر

فليس يرضى بظلمي من له خطر

كأن يقول: لقد صبرت على عمرو، فرضي الناس بظلمه إياي، فإذا هجوته أنا الآن فما يحق لذي خطر أن يغضب له وهو منصف بيني وبينه.

وقد يعترف بالوسواس على نفسه، ولكنه يرده إلى سوء حظه وإجحاف الأيام به كما قال حين رماه الناشئ بالوسواس:

Unknown page