30

Ibn Ḥazm ḥayātuh wa-ʿaṣruhu ārāʾuhu wa-fiqhuhu

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Publisher

دار الفكر العربي

Publisher Location

القاهرة

الرجل هو أبو الحسين بن علي الفارسي كما ذكرنا. وقد تلقى مع ذلك في هذا الوقت العلم على أحمد بن الجسور. وروى عنه الحديث، فقد جاء في كتاب طوق الحمامة ما نصه: وحدثنا أحمد بن الجسور، عن أحمد بن مطرف عن عبيد الله بن يحيى عن أبيه عن مالك عن حبيب بن عبد الرحمن الأنصاري عن حفص بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق صدقة فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) (١) كما ذكر أنه روى عن الهمذاني، سنة ٤٠١، فيقول حدثنا الهمذاني في مسجد القمري من قرطبة سنة ٤٠١ (٢) فرواية هذا الحديث تبين لنا أن ابن حزم روى عن أحمد بن الجسور وأحمد بن الجسور توفى سنة ٤٠١ وإذن فابن حزم تلقى الحديث وطلبه قبل أن يبلغ السابعة عشرة، وإن سياق حياته كلها يدل على ذلك، فقد كان يذهب مع مربيه أبي الحسين الفارسي، ويحضر مجالس العلماء. وإذا كان الحديث والفقه أخوين متلازمين لا يمكن أن يطلب الحديث إلا مع الفقه، أو على الأقل المعارف الأولى في الفقه، فلا بد إذن أن نقول أن ابن حزم قد ابتدأ يتلقى الفقه في سنيه الأولى، وليس من المعقول أن يكون أبوه الذي عنى بتربيته تلك العناية يهمله ويتركه من غير أن يعلم المعارف الأولى في الفقه كالصلاة فرائضها ونوافلها، هذا هو المعقول في ذاته، وهو الذي يتفق مع السياق التاريخي.

٣٢ - طلب ابن حزم علوم الدين في صدر حياته، وسار به أبوه في طريق العلم، ولكن ياقوت يقول في معجم الأدباء راوياً عن أبي محمد بن العربي ما نصه:

((أخبرني الشيخ الإمام أبو محمد علي بن سعيد بن حزم أن سبب تعلمه

(١) الكتاب المذكور ص ١٤٠. (٢) الكتاب المذكور ص ١٣٠.

30