Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
وأما محمد بن حاتم، وابن نوح، والمعروف بأبي معمر، فأعلمه أنهم مشاغيل بأكل الربا، عن الوقوف على التوحيد، وأن أمير المؤمنين لو لم يستحل محاربتهم في الله ومجاهدتهم، إلا لإربائهم، وما نزل به كتاب الله في أمثالهم، لاستحل ذلك، فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شركا، وصاروا للنصارى مثلا.
وأما أحمد بن شجاع فأعلمه أنك صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجته من المال الذي كان استحله من مال علي بن هشام، وأنه من الدينار والدرهم دينه.
وأما سعدويه الواسطي فقل له: قبح الله رجلا بلغ به التصنع للحديث، والتزين به، والحرص على طلب الرياسة فيه، أن يتمنى وقت المحنة فيقول بالتقرب بها: متى يمتحن، فيجلس للحديث. وأما المعروف بسجادة، وإنكاره أن يكون سمع من كان يجالس من أهل الحديث وأهل الفقه، القول بأن القرآن مخلوق، فأعلمه أنه في شغله بإعداد النوى، وحكه لإصلاح سجادته، وبالودائع التي دفعها إليه علي بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد وألهاه، ثم سله عما كان يوسف بن أبي يوسف ومحمد بن الحسن يقولانه، إن كان شاهدهما وجالسهما.
وأما القواريري ففيما تكشف من أحواله؛ وقبوله الرشا والمصانعات ما أبان عن مذهبه، وسوء طريقته، وسخافة عقله ودينه، وقد انتهى إلى أمير المؤمنين أن يتولى لجعفر بن عيسى الحسني مسائله، فتقدم إلى جعفر بن عيسى في رفضه، وترك الثقة به، والاستنامة إليه.
وأما يحيى بن عبد الرحمن العمري ، فإن كان من ولد عمر بن الخطاب جوابه معروف، وأما محمد بن الحسن بن علي بن عاصم، فإنه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النحلة التي حكيت عنه، وإنه بعد صبي يحتاج إلى تعليم، وقد كان أمير المؤمنين، وجه إليك المعروف بأبي مسهر، بعد أن نصه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن، نجمجم عنها، ولجلج فيها، حتى دعا له أمير المؤمنين بالسيف، فأقر ذميما، فانصصه عن إقراره، فإن كان مقيما عليه، فاشهر في ذلك وأظهره إن شاء الله، ومن لم يرجع عن شركه من سميت لأمير المؤمنين في كتابك، وذكره أمير المؤمنين لك، أو أمسك عن ذكره في كتابه هذا، ولم يقل إن القرآن مخلوق، بعد بشر بن الوليد،
58