312

Al-Ibāna ʿan sharīʿat al-firqa al-nājiya

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية

Editor

عثمان عبد الله آدم الأثيوبي

Publisher

دار الراية للنشر

Edition Number

الثانية

Publication Year

1418هـ

Publisher Location

السعودية

قال لأمه

﴿فإذا خفت عليه

أن يأخذه فرعون

﴿فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل

يأخذه إلا كذلك فاختلجه من كنه ومن ثدي أمه إلى هول البحر وأمواجه وأدخل قلب أمه اليقين أنه راده إليها وجاعله من المرسلين فأمنت عليه الغرق فألقته في اليم ولم تفرق وأمر اليم يلقيه بالساحل فسمع وأطاع وحفظه ما استطاع حتى أداه إلى فرعون بأمره وقد قدر وقضى على قلب فرعون وبصره حفظه وحسن ولايته بما قضى من ذلك فألقى عليه محبة منه ليصنعه على عينه قد أمن عليه سطوته ورضي له تربيته لم يكن ذلك منه على التغرير والشفقة ولكن على اليقين والثقة بالغلبة يصطفي له الأطعمة والأشربة والخدم والحضان يلتمس له المراضع شفقا أن يميته وهو يقتل أبناء بني إسرائيل عن يمين وشمال يخشى أن يفوته وهو في يديه وبين حجره ونحره يتبناه ويترشفه يراه ولا يراه وقد أغفل قلبه عنه وزينه في عينه وحببه إلى نفسه لمه قال

﴿ليكون لهم عدوا وحزنا

فمنه يفرق على وده لو عليه يقدر وهو في يديه وهو لا يشعر حتى رده بقدرته إلى أمه وجعله بها من المرسلين وفرعون خلال ذلك يزعم أنه رب العالمين وهو يجري في كيد الله المتين حتى أتاه من ربه اليقين مذعنا مستوسقا في كل مقال وقتال يرفعه طبقا عن طبق حتى إذا أدركه الغرق قال

﴿آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين

فنسأل الله تمام النعمة في الهدى في الآخرة والدنيا فإن ذلك ليس بأيدينا نبرأ إليه من الحول والقوة ونبوء على أنفسنا بالظلم والخطيئة الحجة علينا بغير انتحالنا القدرة على أخذ ما دعانا إليه إلا بمنه وفضله صراحا ولا نقول كيف رزقنا الحسنة وحمدنا عليها ولا كيف قدر الخطيئة ولا منا فيها ولكن نلوم أنفسنا كما لامها ونقر له بالقدرة كما انتحلها لا نقول لما قاله لم قاله ولكن نقول كما قاله وله ما قال وله ما فعل

﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

﴿له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

Page 247