Ibana Can Sharica
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
Investigator
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
Publisher
دار الراية للنشر
Edition Number
الثانية
Publication Year
1418هـ
Publisher Location
السعودية
وأما ما يجب علينا تركه وفرض علينا الإمساك عنه وحرام علينا الفحص والتنقير عنه هو النظر فيما شجر بينهم والخلق الذي كان جرى منهم لأنه أمر مشتبه ونرجىء الشبهة إلى الله ولا تميل مع بعضهم على بعض ولا نظلم احدا منهم ولا نخرج أحدا منهم من الإيمان ولا نجعل بعضهم على بعض حجة في سب بعضهم لبعض ولا نسب أحدا منهم لسبه صاحبه ولا نقتدي بأحد منهم في شيء جرى منه على صاحبه ونشهد أنهم كلهم على هدى وتقى وخالص إيمان لأنا على يقين من نص التنزيل وقول الرسول أنهم أفضل الخلق وخيره بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأن احدا ممن أتى بعدهم ولو جاء بأعمال الثقلين الإنس والجن من أعمال البر ولو لقي الله تعالى ولا ذنب له ولا خطيئة عليه لما بلغ ذلك أصغر صغيرة من حسنات أدناهم وما فيهم دني ولا شيء من حسناتهم صغير والحمد لله
وأما القدر فعلى وجهين
أحدهما فرض علينا علمه ومعرفته والإيمان به والتصديق بجميعه
والآخر فحرام علينا التفكر فيه والمسألة عنه والمناظرة عليه والكلام لأهله والخصومة به
فأما الواجب علينا علمه والتصديق به والإقرار بجميعه أن نعلم أن الخير والشر من الله وأن الطاعة والمعصية بقضاء الله وقدره وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا علمهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ووفقهم لأعمال صالحة رضيها أمرهم بها فوفقهم لها وأعانهم عليها وشكرهم بها وأثابهم الجنة عليها تفضلا منه ورحمة وخلق النار وخلق لها أهلا احصاهم عددا وعلم ما يكون منهم وقدر عليهم ما كرهه لهم خذلهم بها وعذبهم لأجلها غير ظالم لهم ولا هم معذورون فيما حكم عليهم به فكل هذا وأشباهه من علم القدر الذي لزم الخلق علمه والإيمان به والتسليم لأمر الله وحكمه وقضائه وقدره فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون
وسيأتي من علم القدر وما يجب على المسلمين علمه والمعرفة به وما لا يسعهم جهله مشروحا مفصلا في أبوابه على ما جاء به نص التنزيل ومضت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبالله نستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله
Page 246