العرب وشعرها واحتجاجات يطول ذكرها. قال في آخر كلامه: "وهذا [ما] لا يعرض فيه؛ لأنا لا ندري كيف هو، ولا من أي شيء أخذ [خلا "صاد"] وما ذهب إليه فيها". فختم كلامه بالاستغفار من تحقيق ذلك. وما إخاله ترك القطع بالقول فيه، مع علو درجته في العلم والتفسير لكتاب الله، ﷿، إلا لموضع اختلاف العلماء والمفسرين، والله أعلم.
التقديم والتأخير
التقديم والتأخير في كلام العرب جائز كثير.
قال الله، ﷿: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، قَيِّمًا﴾. أي: أنزل الكتاب قيمًا ولم يجعل له عوجا.
ومثله قول الأعشى:
لقد كان في حول ثواء ثويته ... تقضي لبانات ويسأم سائم
أراد: لقد كان في ثواء حول ثويته.
ومثله: ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾. أي: ربت واهتزت. وقرئ: ﴿ورَبَأتْ﴾. تقول العرب: ربت وربأت.