٣ ــ وقد دلت هذه الحادثة على جواز قتل الخونة من ناقضي العهد من أهل الذمة، وهو ما يسمى في الاصطلاح الحديث بالخيانة العظمى.
وما من شك أن بني قريظة قد غدروا وخانوا العهد وعرّضوا بخيانتهم أرواح المسلمين للقتل، فكان عقابهم مناسب لجرمهم.
٤ ــ وقتل المرأة القرظية يدل على جواز قتل المرأة القاتلة والمحاربة.
٥ ــ ويبدوا أن هذه الحادثة قد أرعبت المنافقين كثيرًا في المدينة فقد خفت صوتهم ولم يعد يسمع منهم بعدها ما يناقض الإسلام كما كانوا من قبل (^١).
٦ ــ ويلاحظ أن غزوة بني قريظة كانت بسبب خيانة اليهود ومثلها غزوة بني النضير، مما يؤكد أن اليهود قوم بهت وأهل خداع وخيانة، وأنهم ما إن يجدوا سبيلًا إلى الإضرار بالمسلمين إلا وسارعوا إليه (^٢).
استشهاد سعد بن معاذ:
قال المصنف: «ولمَّا فرغ منهم استجاب الله دعوة العبدِ الصَّالحِ سعدِ بن معاذٍ، وذلك أنه لمَّا أصابَه الجرحُ قال: اللهم إن كنت أبقيتَ من حربِ قريشٍ شيئًا فأبقني لها، وإن كنتَ رفعتَ الحربَ بيننا وبينهم فأفجرها، ولا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة.
وكان ﷺ قد حسَم جُرْحَه فانفجرَ عليه فمات منه ﵁، وشيَّعه رسُولُ الله ﷺ والمسلمون، وهو الذي اهتزَّ له عرشُ الرحمن فرحًا بقدومِ روحه ﵁ وأرضاه. وقد استُشهد يوم الخندق ويوم قُريظة نحو العشرة ﵃ آمين».
(^١) السيرة النبوية للندوي ص ٣٦٦.
(^٢) دراسات في السيرة النبوية ص ١٠٣.