فصل
غزوة الخَندق
قال المصنف: «فصلٌ يشتملُ على ملخّص غزوةِ الخندقِ التي ابتلى الله فيها عبادَه المؤمنين وزَلْزَلَهُم، وثبَّت الإيمانَ في قلوبِ أوليائه وأظهرَ ما كان يُبْطِنه أهلُ النفاق، وفضحَهم وقرَّعهم. ثم أنزل نَصْرَه، ونَصَرَ عبدَه، وهزَمَ الأحزابَ وحدَه، وأعزَّ جُندَه، وردَّ الكفرة بغيظِهم، ووقى المؤمنين شرَّ كيدِهم، وذلك بفضْلِه ومَنّه. وحرّم عليهم شرعًا وقدرًا أن يغْزوا المؤمنين بعدها، بل جعلَهم المغلوبين وجعل حزبَه هم الغالبين، والحمدُ لله ربّ العالمين».
الكلام عليه من وجوه:
١ - اشتهرت هذه الغزوة بغزوة الخندق نسبة للخندق الذي حفره النبي ﷺ وأصحابه حول المدينة ليحولوا بين المشركين وبين دخول المدينة.
ويقال لها أيضًا غزوة الأحزاب، نسبة للمشركين الذين تحزبوا وتكالبوا لغزو المدينة.
وقد أشار الإمام البخاري إلى هاتين التسميتين فقال في الصحيح: "باب غزوة الخندق وهي الأحزاب" (^١).
(^١) صحيح البخاري ٥/ ١٠٧.