113

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Publisher

نادي المدينة المنورة الأدبي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Genres

فصل
تحويل القِبْلَةِ وفرضُ الصَّوْم
قال المصنف: «وفي شعبانَ مِنْ هذه السنةِ (^١) حُوّلت القِبْلةُ من بيت المقدسِ إلى الكعبةِ، وذلك على رأسِ ستة عشرَ شهرًا من مقدَمِهِ المدينة. وقيل سبعة عشرَ شهرًا، وهما في الصحيحين (^٢). وفُرض صَوم رمضان، وفُرضت لأجله زكاة الفطر قُبيله بيوم».
الكلام عليه من وجوه:
١ - حاصل الأمر أن النبي ﷺ كان بمكة يستقبل الكعبة (^٣)، فلما هاجر إلى المدينة أمره الله ﷿ باستقبال بين المقدس تأليفًا لليهود، فاستقبلها ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر. وكان ﵊ يحبّ أن يستقبل الكعبة، فكان ينظر إلى السماء ويدعو الله ويبتهل حتى نزل قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٤٤] فتحوّل

(^١) السنة الثانية للهجرة.
(^٢) صحيح البخاري «٤٠»، صحيح مسلم «٥٢٥».
(^٣) ورجح ابن عبد البر أن النبي كان بمكة يستقبل بيت المقدس والكعبة جميعًا، فلما هاجر استمر على استقبال بيت المقدس حتى نُسخ ذلك. التمهيد ٨/ ٥٤.

1 / 129