CHECK [[NO TITLE]]
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما
قال الفقيه الأستاذ الأجل أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي رحمة الله عليه:
الحمد لله الذي باسمه يبدأ الذكر ويختم، وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم.
هذا كتاب قصدت فيه ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة التي يغلط فيها كثير من خواص الناس فضلا عن عوامهم.
وهي: الظاء، والضاد، والذال، والسين، والصاد، وبوبته خمسة أبواب:
أولها: باب الظاء، والضاد، والذال.
والثاني: باب الظاء،والضاد.
والثالث: باب الظاء، والذال.
والرابع: باب الضاد، والذال.
والخامس: باب الصاد، والسين.
ووجدت لبعضه قياسا يعين على ضبطه فنهبت عليه، وأما أكثره فلا قياس له وأنما يضبط بالحفظ.
ولم يكن غرضي حصر هذا النوع كله واستيعابه، فقصدت منه إلى المستعمل المشهور، وأضربت عن كثير من الحوشي عند الجمهور، وأنا أسأل الله تعالى أن يعينني على ما أحاوله وأنويه، وألا يخليني من العصمة فيما أورده وأحكيه، إنه ولي الفضل ومسديه، لا رب غيره.
الظاء والضاد والذال
باتفاق اللفظ واختلاف المعنى
(العظب، والعضب، والعذب):
العظب بالظاء : تحريك الطائر زمكاه، وهو أصل ذنبه. يقال: عظب الطائر يعظب عظبا.
Page 1
والعظب أيضا : مصدر عظب على الأمر، إذا لزمه ودرب به(*)، ومنه قيل: ما أعظبه على الأمر، أي ما أصبره.
وأما العضب بالضاد : فأنه القطع. وسيف عضب: أي قاطع، وكذلك لسان عضب.
والعضب أيضا : كسر قرن الشاة ونحوها.
---
والعضب أيضا : شق الأذن، ومنه قيل: ناقة عضباء.
وقد عضب القرن عضبا (بكسر الضاد من الماضي وفتحها من المضارع والمصدر: (إذا انكسر).
وكذلك: عضبت الأذن.
وأما العذب بالذال فأنه الطيب اللذيذ من الماء وغيره، ومنه سمي العذيب، وهو ماء لبني تميم.
وقياس هذا الباب: أن ما كان منه (بالظاء) فإنهم استعملوه فيما كان [ص: 2 آ] راجعا إلى معنى الصبر على الشيء وكثرة المحاولة له.
(وأما) ما كان منه (بالضاد) فإنهم استعملوه فيما كان معناه القطع أو الكسر أو الشق.
(وأما) ما كان منه (بالذال) فإنهم استعملوه على أربعة معان:
أحدها: الطيب واللذاذة.
والثاني: الانكشاف والظهور، قالوا، عاذب وعذوب، للبارز الذي لا يستره عن السماء شيء. قال ذو الرمة:
1
وأن لم يزل يستسمع العام حوله
ندى صوت مقروع عن العذف عاذب
[طويل]
والمعنى الثالث: الطرد عن الشيء والمنع منه. قالوا: أعذبته عن الشيء وعذبته: إذا منعته من الوصول إليه.
والمعنى الرابع: طرف الشيء ومستدقه، كقولهم: عذبة السوط، وعذبة [ق: 2 ب] النعل لشراكها (المرسل) وعذبة اللسان.
فأما (العذب) فيحتمل أن يكون مأخوذا من معنى الطرد والمنع، كأنهم أرادوا طرد المعذب عما يستلذه ويستطيبه.
Page 2
ويحتمل أن يكونوا أرادوا كشف الستر عنه، وأبرازه ليحل به البلاء، فيكون راجعا إلى معنى: العاذب والعذوب .
(التعظيب، والتعضيب، والتعذيب):
التعظيب بالظاء : خشونة اليد من العمل. يقال: عظبت يده.
أنشد أبو زيد:
2
لو كنت من زوفن أو بنيها
قبيلة قد عظبت أيديها
معودين الحفر حفاريها
---
لقد حفرت نبثة ترويها
[رجز]
(و) روى أبو علي البغدادي عن ابن دريد(*): زوفن بالزاي ، ورواه غيره (عنه): دوفن بالدال غير معجمة .
والتعضيب بالضاد : كثرة القطع أو الكسر.
والتعذيب بالذال : كثرة العذاب.
وقياس هذا الباب قياس الذي قبله.
(العظم، والعضم، والعذم):
العظم بالظاء : واحد العظام. والعظم أيضا : خشب الرحل وعظم الشيء. نفسه. ويقال: غلا بالجارية عظم: إذا شبت شبابا سريعا.
قال الشاعر:
3
رؤد الشباب غلابها عظم
[كامل]
والعضم بالضاد : مقبض القوس. والعضم: الخشبة ذات الأصابع التي تذرى [ص: 3 آ] بها الحنطة. وعضم الفدان: لوحه العريض الذي في رأسه الحديدة التي تشق الأرض.
والعذم بالذال : (مصدر) عذم الفرس على فأس اللجام، إذا عض عليه.
ومصدر: عذمه بلسانه، إذا لامه.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه راجعا إلى الشدة، أو معنى الجلالة والزيادة في جسم أو حال.
و(الضاد) مستعملة فيما جرى مجرى الآلة التي تستعمل.
و(الذال) مستعملة في معنى العض.
(العظام، والعضام، والعذام):
العظام بالظاء : جمع عظم.
Page 3
والعضام بالضاد : عسيب ذنب البعير. والعضام أيضا: المذاري التي يذرى بها الطعام.
والعذام بالذال مصدر عاذم الحمار الحمار، إذا عض كل واحد منهما صاحبه.
قال لبيد:
4
أو ملمع وسقت لأحقب لاحه
طرد الفحول ونسفها وعذامها
[كامل]
(التعظيل، والتعضيل، والتعذيل):
---
التعظيل بالظاء : مصدر عظلت الكلاب، إذا تسافدت، وعظلت الجراد: إذا ركب بعضه بعضا.
والتعضيل بالضاد : مصدر عضلت المرأة بولدها، إذا نشب في بطنها عند الولادة، وعضلت الأرض بأهلها: إذا ضاقت.
5
جمعا يظل به الفضاء معضلا
يدع الأكام كأنهن صحاري
[كامل]
التعذيل بالذال : كثرة العذل، وهو اللوم.
وقياس هذا الباب: أن [ق: 3 ب] (الظاء) مستعملة فيما كان معناه الملاصقة وركوب الشيء بعضه بعضا.
و(الضاد) مستعملة فيما كان معناه الضيق والشدة، ومنه قيل: عضلت الأيم، إذا ضيقت عليها ومنعتها النكاح.
و(الذال) مستعملة (فيما كان معناه) اللوم والتعنيف.
(الحظ، والحض، والحذ):
الحظ بالظاء : النصيب. والحض بالضاد : مصدر حضضت الرجل على الأمر، إذا أغريته به. والحذ بالذال : القطع السريع.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه الحظوة والفوز بنصيب من الخير.
و(الضاد) مستعملة في الإغراء بالشيء والحث عليه في الأكثر من معانيها.
و(الذال) مستعملة في القطع السريع [ص: 4 آ] والخفة، ومنه قيل للقطعة الخفيفة من اللحم: حذة. وقالوا: قطاة حذاء، إذا كانت قصيرة الذنب خفيفته.
(الحظيظ، والحضيض، والحذيذ):
Page 4
الحظيظ بالظاء : السعيد من الرجال الذي له حظ.
والحضيض بالضاد : (المغرى بالشيء). والحضيض: أسفل الجبل قال امرؤ القيس:
6
نزلت إليه قائما بالحضيض
[طويل]
والحذيذ بالذال : المقطوع قطعا مستأصلا (وهو بمعنى محذوذ).
(الحظر، والحضر، والحذر):
---
الحظر بالظاء : اخضرار النبت. يقال: نبت حظر، ويقال: فلان يوقد في الحظر الرطب، إذا وصف بالنميمة الشنيعة.
قال الشاعر:
7
من البيض لم تصطد على حبل سوءة
ولم تمش بين الحي بالحظر الرطب
[طويل]
والحضر بالضاد : الحاضرة.
والحذر بالذال : الخوف.
(الحاظر، والحاضر، والحاذر):
الحاظر بالظاء المانع. والحاظر أيضا صانع الحظيرة وهي الزريبة.
والحاضر بالضاد : ساكن الحاضرة، وهو ضد البادي. (والحاضر: ضد الغائب).
والفعل من هذا كله: حظر، وحضر: بفتح الظاء والضاد.
والحاذر بالذال : الخائف، وفعله حذر، بكسر الذال.
(الحظار، والحضار، والحذار):
الحظار بالظاء : حائط الحظيرة، وهي الزريبة.
والحضار بالضاد : الجري ، وهو مصدر: حاضرته محاضرة وحضارا، إذا جاريته. والحضار أيضا : الثور الأبيض. والحضار: البيض من الإبل، ولا واحد لها (قال أبو ذؤيب فلا تشترى. إلا بربح سباؤها بنات اللبون شؤمها وحضارها والشؤم...)(*). والحضار: حقيبة تلقى على البعير على هيئة الرحل.
والحذار بالذال : الخوف.
Page 5