ونذهل عن أبنائنا والحلائل
22
وأسلم الرجل روحه شهيدا، ورأسه على فخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم . والقصة كما هو واضح، تسير سيرا طبيعيا، يذكر فيها «عبيدة» النبي بأهله الهاشميين - الذين منعوه من الأمويين - على رأسهم «أبو طالب» عم النبي، عندما حقب الأمر مع الأمويين وكاد يفضي إلى حرب بين أبناء العمومة، فأرسل «أبو طالب» شعره يؤكد لهم أنهم لن ينالوا من ولده «محمد»، حتى يفنى ويصرع حوله بنو هاشم وهم يدافعون عنه، بعصبية القبيلة ورحم العشيرة. ويتميز هنا «عبيدة» في قوله: إنه أحق من أبي طالب بذلك الشعر ، أنه مات بالفعل دفاعا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ودفاعا عن دعوته، بل ومؤمنا بهذه الدعوة، وأن أعضاء الجماعة الإسلامية، الذين هجروا القبيلة إلى الأممية، هم الأحق بالشهادة، وأحق بالقول من «أبي طالب».
ثم نرحل إلى القصة التالية، وهي عن «معاذ بن عمرو بن الجموح»، الذي ضرب ساق «أبي الحكم»، فنال منه «عكرمة بن أبي الحكم» بضربة أطاحت ذراعه «وضربني ابنه عكرمة بن أبي الحكم على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي ... وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت حتى طرحتها.»
23
ومن ثم بدت الرواية قادرة على الإبهار، لمدى الصلابة والجلد عند ذلك البطل اليثربي، ولكن الأمر يبدأ هنا بالانتقال إلى فضاء الأسطورة، بمزايدات لحظنا أنها تبدأ عادة غير محددة المصدر، بالقول: «وفي رواية»، وهي بذلك رواية مجهولة السند، وهو ما بدأت به المزايدة في قصة البطل «معاذ»، في القول: «وفي رواية: أنه جاء بها إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم ، فبصق عليها، ولصقها، فلصقت!»
24
Unknown page