لكن مثل ذلك الوفاء والحنين، كان ممكنا أن يثير تساؤلات مشروعة في نفوس أتباع هجروا العشائرية، ومنحوا الولاء كله لدعوة ترفض الأطر القبلية بل تحطمها، ومن ثم كان يمكن لذلك الوفاء النبوي أن يثير اعتراضات، سبق أن رأينا لها مثيلا في موقف «أبي حذيفة بن عتبة»، ومن هنا كان التوازن، الذي يظهر في رواية ابن إسحق «وكان أكثر الأسارى يوم بدر فداء العباس بن عبد المطلب، وذلك لأنه كان رجلا موسرا، فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب.»
33
ويقول «ابن كثير» إن ذلك الفداء الضخم «كان عن نفسه، وعن ابني أخويه عقيل ونوفل، وعن حليفه عتبة بن عمرو.»
34
ويروي «البيهقي» أن رجالا ممن أسروا ببدر قالوا للنبي: «إنا كنا مسلمين، وإنما أخرجنا كرها، فعلام يؤخذ منا الفداء؟!» فأنزل الله عز وجل:
يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم (الأنفال: 70).
35
ويذهب «ابن كثير» إلى أن تلك الرواية كانت خاصة بالعباس بن عبد المطلب ونفر معه:
حين ادعى أنه كان قد أسلم.
36
Unknown page