فقال رسول الله: من لي بهذا الخبيث؟ فخرج إليه سالم بن عمير، أخو بني عمرو بن عوف (أي أحد رجال عشيرته) فقتله، وهو ما طربت له «إمامة المزبرية» حتى قالت:
تكذب دين الله والمرء أحمدا
لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني
حباك حنيف آخر الليل طعنة
أبا عفك خذها على كبر السن
ولكن لمصرع رجل مثل «الحارث»، ثم مقتل رجل السنين والطوال والحكمة «أبي عفك»، كان لا بد أن يدوي الصدى ليرجع الأمر ترجيعا بين النفوس الجازعة. ولم تتمكن «عصماء بنت مروان» من الإمساك على إسلامها، فأرسلت عبراتها شجونا، تعول وتبكي وتهجو وتحرض، ليسري شعرها بين الناس مرجعا لوعتها وهي تقول:
باست بني مالك والنبيت
وعوف، وباست بني الخزرج
أطعتم أتاوى من غيركم
فلا من مراد ولا مذحج
Unknown page