170

Hurub Dawlat Rasul

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Genres

صلى الله عليه وسلم

فكانت أحسن عينيه وأحدهما.» وتفصيل إعادة تركيب العين في موضعها، في أن النبي رفع حدقته فوضعها موضعها ثم غمزها براحته، وقال: «اللهم اكسه جمالا.» فمات وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت.

11

ثم يعرج رواة السير والأخبار على ألوان أخرى من الروايات، قصدوا بها التدليل على صدق نبوة المصطفى

صلى الله عليه وسلم ، وعصمته، وطهارته، وطهارة جسده، وما قد ينال المؤمن الصادق إذا ما نال من ذلك الجسد شيئا، يرفع من مكانته ويزكيه، لكنها من جانب آخر - إن كانت قد حدثت - فإنها تلقي ضوءا على المكانة التي وصل إليها رسول الله مع أتباعه. وربما قصد بتلك الروايات وضعها في مقابلة مع أخبار من شك أو فر وهرب، لإثبات وجود المؤمنين الصادقين الثابتين، الواثقين بنبيهم إلى حد التبتل فيه، حدا لم يصله قبله إنسان ولا بعده. ومن تلك الروايات أن «مالك بن سنان الخدري»، أبا «سعيد الخدري»، قد امتص دم النبي من جروحه في أحد، وازدرد تلك الدماء، فقال النبي:

من سره أن ينظر إلى رجل لا تمسه النار، فلينظر إلى مالك بن سنان، من مس دمي لم تصبه نار.

ويعقب «الحلبي» على ازدراد دم النبي تعقيبا شارحا مطولا يقول فيه: «ولم ينقل أنه

صلى الله عليه وسلم ، أمر هذا الذي امتص دمه بغسل فمه، ولا أنه غسل فمه بعد ذلك، كما لم ينقل أنه أمر حاضنته أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها، بغسل فمها، ولا هي غسلته بعد ذلك لما شربت بوله

صلى الله عليه وسلم ، ففيها رضي الله عنها أنها قالت: قام رسول الله من الليل إلى فخارة تحت سريره، فبال فيها، فقمت وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة، وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي

صلى الله عليه وسلم

Unknown page