ويعقب رواة السيرة بالقول:
وهذا يدل على أن هذه الفرقة ليست من الأنصار، بل من المهاجرين.
2
هذا؛ بينما كان بعض المسلمين ينتهز فرصة المعركة، ويحفز الناس للخروج إليها، من أجل أخذ ثأره من مسلم آخر في حومة الوغى دون عيون تراه، مثل «الحارث بن سويد بن الصامت» ابن صاحب صحيفة لقمان، ذلك المسلم الذي لم تؤثر فيه الأخوة الإسلامية والأممية الجديدة، بل ظل أسير الحمية القبلية الجاهلية، يخضع رغبته الثائرة على مضض ينتهز لها فرصة، يريد بها «المجذر بن زياد» الذي كان قد قتل أباه «سويد» في حرب الأوس والخزرج. وما إن تبدأ المعركة ويختلط الناس بالناس، حتى يغمد سيفه في قاتل أبيه ليشفي غليل ثأره.
3
ثم موقف ثالث لأصحاب الصخرة الذين فروا من حول النبي، واعتصموا بها يردون عن أنفسهم في خفائها، وقد رأى هؤلاء رأيا آخر:
فقال بعض أصحاب الصخرة، ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان، يا قوم، إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم، قبل أن يأتوكم فيقتلونكم.
4
وقد بلغ الرعب بأصحاب الصخرة أنهم كادوا يقتلون نبيهم وهو يخف إليهم متحاملا على مناكب صاحبيه، وهم لا يميزونه، ورفعوا عليه نبالهم ورماحهم.
فقال رسول الله: أنا رسول الله، ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله
Unknown page