فيا ترى من هو ابن السبيل هذا الذي اهتم الله به ، ورغب في إعانته ؟ وما سر الإهتمام به ؟
ابن السبيل هو المنقطع الذي لا يملك من المال ما يوصله إلى بلده ، أو هو كناية عن المسافر الذي يجتاز من بلد إلى بلد ، والسبيل الطريق ، وأما سر الإهتمام به هو أن الدين الإسلامي قد دعا إلى السياحة ، ورغب في السفر والسير في الأرض لأسباب كثيرة :
1 فهنالك سفر دعا إليه لإبتغاء الرزق ، قال تعالى : { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } [ الملك : 15] ، وقال تعالى : { يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } [ المزمل : 20] .
وروى الإمام زيد بن علي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ومنهم : ( ... رجل ضارب في الأرض يطلب من فضل الله مايكفي به نفسه ، ويعود به عياله )(1) ، فالمشي والسياحة في ابتغاء الرزق من الأشياء الحسنة التي رغب فيها ، ولكن الحكومات العربية والإسلامية لم تسهل مهمة السائح المسلم ، بل وضعت أمامه العراقيل والحواجز .
الله أمر بالضرب في الأرض ، والمشي في البحث عن العمل لطلب الرزق ، ومن المعروف أن البعض يجد عملا يدر عليه بالمال ، والبعض الآخر قد لا يجد ، فهنا جعل الله له حقا في الصدقات والمساعدات لإعانته على مواصلة سفره إلى بلده ، أو إلى بلد آخر يجد فيه ما يأمله .
2 وهنالك سفر دعا إليه الإسلام لطلب العلم ، والنظر ، والإعتبار بآيات الله في الكون ، وسننه في الخلق ، وقال تعالى : { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } [ العنكبوت : 20] ، وكأن في ذلك إشارة إلى البحوث الجيولوجيه وتاريخ الحياة .
Page 108