فانظروا كيف حالهم ، فالله يقول (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) مريم 86
إنهم يساقون كالأنعام ، فأنهم كانوا أضل منها وفي ظلام ، وهم يردون جهنم كالأغنام ،
لأنهم كانوا يردون الشهوات باهتمام ، ويرتئون عن الهدى على الدوام ، فليس لهم سبيل ولا وسيلة للنجاة من جهنم ،
وليس لهم سبب ولا حيلة لصرف العذاب عنهم ، ولهذا قال الله عقب ذلك (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) مريم 87
فماذا يعني هذا؟.. إنه التأكيد على يأسهم من النجاح ، وفقرهم من أي سبب للفلاح ،
وكيفلا وهم نقضوا العهود مع الرحمن ، واتبعوا الشيطان إذا فلا يجد له أحد سببا للنجاح ، ولا يفوز أحد بالفلاح ، إلا من اتخذ لنفسه في الدنيا عهدا عند الرحمن ،
وهو الوفاء بما عاهد عليه الله من الإيمان ، والعمل بما آمن بصدق وإحسان.
هذا الفريق هو الذي كان عنده علم بأسباب النجاة في الدنيا ، فعمل بها ثم جاء بها مشفوعا إلى ربه ، أي أن الوفاء بالعهد للرحمن رفيقه في دربه ،
أما المجرمون لا يملكون الشفاعة ، وهي الأسباب ولا يعلمونها فهم في عمى واضطراب ، وهم في ضلال وتباب ، ذلك أنهم لم يكونوا يعيرون أسباب النجاة ، في حياتهم الدنيا أي اهتمام ،
بل كانوا يصرفونها ويولون عنهم مدبرين نفارا ، ويستهزئون بها استكبارا ،
Unknown page