إننا نعرف أن إبراهيم لم يعرف الملك بالمفهوم المتعارف.
فهل يمكن أن نفهم الآية في النساء على الملك المتعارف عليه؟ وهل يمكن أن يخبر الله بما لا يكون أو بما لم يكن؟
كلا، إذن فما المراد بالملك هنا؟
إنه لا شك العلم الذي أوتيه إبراهيم من ربه، فكان للناس إماما وكان قدوة كل الأنبياء والرسل ويدعو إلى ملته كل امرأة ورجل في كل مكان وزمان.
ألم يقل لأبيه في سورة مريم:
(ياأبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا) [مريم:43].
أسمعتم لقد جاءه علم لم يؤت أباه ولم يؤت سواه فهو مختص به وبه ربه اصطفاه.
إنه علم عظيم جعله يطلب من أبيه أن يتبعه ليهديه الصراط المستقيم. فما أعظمه من علم، وما أسماه، إنه من علم الله. وعليه: فإنه هو الملك العظيم لا سواه.
لنقرأ آية النساء من جديد لنخرج منها بشيء جديد وفهم مفيد بإذن الله المجيد.
(فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)
Unknown page