(وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون) [50]
إذن فهو العلم كما رأينا وكما تضح لنا وهذا ليس إلا قليل من كثير سيأتي في بحث معنى كلمة [ذكر] بإذن الله.
لكني لن أغادركم حتى أعود بكم إلى السورة التي قبل الأنبياء وهي سورة طه، حيث يقول الله بعد أن أخبر رسوله محمدا بأخبار موسى وفرعون وهي علوم لم يكن يعلمها ولا سواه، يقول الله:
(كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) [طه:99/100]
ثم وعن سجود الملائكة لآدم وإباء إبليس ثم وسوسته لآدم، ماذا يقول الله بعد ذلك في نفس السورة:
(قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [123/124/125/126]
أليس في هذا ما يدل على أن الذكر هو العلم فالآيات لا تحوي سوى العلم.
والآن وقد عرفنا أن المراد بالذكر هو العلم، وأنه كما يقول الله (ذكر للعالمين)، فكيف يكون ذكرا للعالمين وهو لم يصل إلى العالمين؟ هل يقول ما لا يتحقق؟ هل يعد بما لا يصدق؟ كلا كلا، فلا بد أن يصل هذا الذكر للعالمين ولا بد أن يعلمه كل الناس، ولكن كيف والنبي قد مات؟ كيف يتم ذلك والناس متمسكون بما لديهم من الملل وبالديانات ؟ وما هي إلا أهواء وضلالات.
إنه سؤال مهم ، والجواب أهم لمن يعقل ويفهم.
لكن الجواب عليه واضح البيان، وهو موجود في القرآن، فأين من يقرأون؟ وأين من يفقهون؟ ليؤدوا ما يحملون، لنبدأ من قوله تعالى للمسلمين:
Unknown page