al-Hullat al-siyaraʾ
الحلة السيراء
Investigator
الدكتور حسين مؤنس
Publisher
دار المعارف
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٩٨٥م
Publisher Location
القاهرة
ونهض إِلَى منزله فَغَضب الْأَمِير وَأمر بعزله وَرفع دسته الَّذِي كَانَ يجلس عَلَيْهِ وَبَقِي كَذَلِك مُدَّة
ثمَّ إِن الْأَمِير عبد الله وجد فَقده لغنائه وأمانته ونصيحته وَفضل رَأْيه فَقَالَ للوزراء لقد وجدت لفقد سُلَيْمَان تَأْثِيرا وَإِن أردْت أسترجاعه ابْتِدَاء منا كَانَ ذَلِك غَضَاضَة علينا ولوددت أَن يبتدئنا بالرغبة فَقَالَ لَهُ الْوَزير مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن غَانِم إِن أَذِنت لي فِي الْمسير إِلَيْهِ استنهضته إِلَى هَذَا فَأذن لَهُ فَنَهَضَ ابْن غَانِم إِلَى دَار ابْن وانسوس فَأَسْتَأْذِن وَكَانَت رُتْبَة الوزارة بالأندلس أَيَّام بنى أُميَّة أَلا يقوم الْوَزير إِلَّا لوزير مثله فَإِنَّهُ كَانَ يتلقاه وينزله مَعَه على مرتبته وَلَا يَحْجُبهُ أَولا لَحْظَة فَأَبْطَأَ الْإِذْن على ابْن غَانِم حينا ثمَّ أذن لَهُ فَدخل عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَاعِدا فَلم يتزحزح لَهُ وَلَا قَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْن غَانِم مَا هَذَا الْكبر عهدي بك وَأَنت وَزِير السُّلْطَان وَفِي أبهة رِضَاهُ تتلقاني على قدم وتتزحزح لي عَن صدر مجلسك وَأَنت الْآن فِي موجدته بضد ذَلِك فَقَالَ لَهُ نعم لِأَنِّي كنت حِينَئِذٍ عبدا مثلك وَأَنا الْيَوْم حر فيئس ابْن غَانِم مِنْهُ وَخرج وَلم يكلمهُ وَرجع إِلَى الْأَمِير فَأخْبرهُ فابتدأ الْأَمِير بِالْإِرْسَال إِلَيْهِ ورده إِلَى أفضل مَا كَانَ عَلَيْهِ
٤٤ - يَعْقُوب ابْن الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام
ويكنى أَبَا قصى كَانَ أديبًا شَاعِرًا مطبوعًا كلفًا بالعلوم جوادًا لَا يَلِيق
1 / 124