Hulal Sundusiyya
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Genres
وهي بوسط البحر المحيط، بأقصى شمال الأندلس، ولا جبال فيها ولا عيون، وإنما يشربون من ماء المطر، ويزرعون عليه، وقال ابن سعيد: وفيه جزيرة «شلطيش»
606
وهي آهلة، وفيها مدينة، وبحرها كثير السمك، ومنها يحمل مملحا إلى أشبيلية، وهي من كورة «لبلة» مضافة إلى عمل «أونبة».
607
ا .ه.
وقال بعضهم لما جرى ذكر قرطاجنة من بلاد الأندلس: إن الزرع في بعض أقطارها يكتفي بمطرة واحدة، وبها أقواس من الحجارة المقربصة، وفيها من التصاوير والتماثيل وأشكال الناس وصور الحيوانات ما يحير البصر والبصيرة. ومن اعجب بنائها «الدواميس»
608
وهي أربعة وعشرون، على صف واحد، من حجارة مقربصة، طول كل داموس مائة وثلاثون خطوة، في عرض ستين خطوة، وارتفاع كل واحد أكثر من مائتي ذراع، بين كل داموسين أنقاب محكمة، تتصل فيها المياه من بعضها إلى بعض، في العلو الشاهق، بهندسة عجيبة، وإحكام بديع. انتهى. «قلت»: أظن هذا غلطا فإن قرطاجنة التي بهذه الصفة قرطاجنة أفريقية لا قرطاجنة الأندلس. والله أعلم.
وقال صاحب «مناهج الفكر» عندما ذكر قرطاجنة: وهي على البحر الرومي، مدينة قديمة بقي منها آثار، ولها فحص طوله ستة أيام، وعرضه يومان، معمور بالقرى. انتهى. وذكر قبل ذلك في «لورقة»
609
Unknown page