قال عليه السلام فيه : « لو اوتي برجل يزعم ان داود تزوج امرأة اوريا الا جلدته حدين ، حدا للنبوة وحدا للاسلام » (1).
وقد ذكرت قصة داود عليه السلام والطائر في مجلس المأمون وبحضور الامام الرضا عليه السلام ، وعندما سمع الامام عليه السلام الكلام ، ضرب على جبهته وقال : « انا لله وانا اليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من انبياء الله الى التهاون بصلاته حتى خرج في اثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل ».
فسئل الامام الرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله ، ما كانت خطيئة النبي داود عليه السلام ؟
فقال : « ويحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ما خلق الله خلقا هو اعلم منه ، فبعث الله عز وجل اليه الملكين فتسورا المحراب ، وتخاصما عنده فعجل داود على المدعى عليه فقال : « لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه » ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقل للمدعي عليه : ما تقول؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ماذهبتم اليه ، الا تسمع الله عز وجل يقول : ( يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ).
فقال : يابن رسول الله فما قصته مع اوريال؟
قال الرضا عليه السلام : « ان المرأة في ايام داود كانت اذا مات بعلها او قتل لا تتزوج بعده ابدا ، فأول من اباح الله عز وجل له ان يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه السلام ، فتزوج بامرأة اوريا لما قتل وانقضت عدتها ، فذلك الذي شق على الناس من قتل اوريا » (2).
يستفاد من هذا الحديث ، ان داود عليه السلام نفذ ما جاء في الرسالة الالهية ، الا ان اعداء الله والجهلة ، حرفوا الكلام عن مواضعه.
Page 228