من المسلم انه توجد مشاكل وعقبات كثيرة في سائر الاعمال الاجتماعية والدينية ، وخاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واقامة الصلاة جماعة وفرادا ، ومن المسلم ايضا ان الطغاة والمتسلطين على رقاب الناس ، واصحاب المصالح ، لا يستسلمون بهذه السهولة ، بل يسعون الى ايذاء المؤمنين واتهامهم بانواع التهم ، ويزرعون في طريقهم الاشواك.
فهنا لا بد من الصبر والتحمل والاستقامة حتى نتمكن من اداء ما علينا من الواجبات.
السلوك الحسنة :
ثم ينتقل الحكيم الى المسائل الاخلاقية المرتبطة بالناس والنفس ، فيوصي عليه السلام بالتواضع والبشاشة وعدم التكبر فيقول : ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور ) (1).
« تصعر » : من مادة ( صعر ) وهو في الاصل مرض يصيب البعير فيؤدي الى اعوجاج رقبته.
« والمرح » : يعني الغرور والبطر الناشئ من النعمة.
من وصايا لقمان في المشي يقول : ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولا تبلغ الجبال طولا ، وان كل يوم ياتيك يوم جديد يشهد عليك عند رب كريم.
« والمختال » : من مادة « الخيال » و « الخيلاء » ، وتعني الشخص الذي يرى نفسه عظيما وكبيرا ، نتيجة سلسلة من التخيلات والاوهام.
Page 202