85

Ḥukm al-samāʿ

حكم السماع

Editor

حماد سلامة

Publisher

مكتبة المنيار

Edition Number

الأولى

Publication Year

1408 AH

Publisher Location

الأردن

الإِنسان ما لا حاجة له به، ولا فائدة له فيه، حتى إذا سمعوا مزمار الشيطان أحبوا ذلك، وأقبلوا عليه، وعكفت أرواحهم عليه.

فهؤلاء جند الشيطان، وأعداء الرحمن، وهم يظنون أنهم من أولياء الله المتقين، وحالهم أشبه بحال أعداء الله المنافقين، فإن المؤمن يحب ما أحبه الله تعالى، ويبغض ما أبغض الله تعالى، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، وهؤلاء يحبون ما أبغض الله، ويبغضون ما أحب الله، ويوالون أعداء الله، ويعادون أولياءه؛ ولهذا يحصل لهم تنزلات شيطانية بحسب ما فعلوه من مزامير الشيطان، وكلما بعدوا عن الله ورسوله وطريق المؤمنين قربوا من أعداء الله ورسوله، وجند الشيطان.

فيهم من يطير في الهواء والشيطان طائر به، ومنهم من يصرع الحاضرين وشياطينه تصرعهم، وفيهم من يحضر طعاماً، وإداماً(١). ويملأ الإِبريق من الهواء والشياطين فعلت ذلك. فيحسب الجاهلون أن هذه من كرامات أولياء الله المتقين، وإنما هي من جنس أحوال الكهنة والسحرة وأمثالهم من الشياطين، ومن يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية والشيطانية لا يشتبه عليه الحق بالباطل.

وقد بسطنا الكلام على ((مسألة السماع)) وذكرنا كلام المشائخ فيه في غير هذا الموضع، وبالله التوفيق، والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(١) الإِدام: ما يؤتدم به تقول منه أدَم الخبز باللحم من باب ضرب [مختار الصحاح ص ١٠].

85