61

Ḥukm al-samāʿ

حكم السماع

Investigator

حماد سلامة

Publisher

مكتبة المنيار

Edition Number

الأولى

Publication Year

1408 AH

Publisher Location

الأردن

المخاريق التي يفعلها هؤلاء المبدعون : من الدخول في النار، وأخذ الحيات، وإخراج اللاذن(١)، والسكر، والدم وماء الورد. هي نوعان:

((أحدهما)) أن يفعلوا ذلك بحيل طبيعية. مثل أدهان معروفة، يذهبون ويمشون في [النار] ومثل ما يشربه أحدهم مما يمنع سم الحية: مثل أن يمسكها بعنقصتها حتى لا تضره، ومثل أن يمسك الحية المائية، ومثل أن يسلخ جلد الحية ويحشوه طعاماً، وكم قتلت الحيات من أتباع هؤلاء؟! ومثل أن يمسح جلده بدم أخوين: فإذا عرق في السماع ظهر منه ما يشبه الدم، ويصنع لهم أنواعاً من الحيل والمخادعات.

((النوع الثاني)) وهم أعظم: عندهم أحوال شيطانية تعتريهم عند السماع الشيطاني، فتنزل الشياطين عليهم، كما تدخل في بدن المصروع ويزبد أحدهم كما يزبد المصروع، وحينئذ يباشر النار، والحيات، والعقارب، ويكون الشيطان هو الذي يفعل ذلك، كما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم، الذين هم شر الخلق عند الناس، من الطائفة التي تطلبهم الناس لعلاج المصروع، وهم من شر الخلق عند الناس، فإذا طلبوا تحلوا بحلية المقاتلة، ويدخل فيهم الجن، فيحارب مثل الجن الداخل في المصروع، ويسمع الناس أصواتاً، ويرون حجارة يرمى بها، ولا يرون من يفعل ذلك، ويرى الإِنسي واقفاً على رأس الرمح الطويل. وإنما الواقف هو

= ١٨٨ وقال: ((حديث حسن صحيح)) وابن ماجة في كتاب المناسك باب ما يقتل المحرم ج ٢ ص ١٠٣١، والنسائي ج ٢ ص ١٨٨، والدارمي ج ٢ ص ٣٧، ومالك في الموطأ ح ١ ص ٣٥٧، وأحمد في مسنده ج ٦ ص ٣٣، ومعنى الكلب العقور: أي الجارح.

(١) الَّلاذن والَّلاذنه من العلوك وقيل هو دواء بالفارسية [انظر لسان العرب لابن منظور ١٣ / ٣٨٥].

61