العشق فضيلة، تنتج الحيلة، وتشجع الجبان، وتسخي كف البخيل، وتصفي ذهن الغبي، وتطلق بالشعر لسان الأعجم، وتبعث حزم العاجز الضعيف، وهو عزيز يذل له عز الملوك، وتضرع له صولة الشجاع، وهو داعية للأدب، وتأويل باب تفتق به بالأذهان والفطن، ويستخرج به دقائق المكايد والحيل، وإليه تستريح الهمم، وتسكن به فواتر الأخلاق والشيم، يمتع جليسه، ويؤنس أليفه، وله سرور يجول في النفوس، وفرح يسكن في القلوب.
ونقل ابن خلكان في ترجمة العلاف ما ملخصه أن العشق جرعة من حياض الموت، وبقعة من رياض النكل، لكنه لا يكون إلا عن أريحية في الطبع، ولطافة في الشمائل، وجود لا يتفق معه منع، وميل لا ينفع فيه عذل.
وقال بعض «العارفين»: شرط المحبة أن تكون ميلا، بلا نيل، وشرطا لا جزاء، تزول عند زوال العرض، ويتأكد ذلك في أحباء الله عز وجل.
رأي الإفرنج في الحب
قال جوته: نحن نتكيف ونتشكل طبق ما نهوى.
وقال فولر: المحبة كالضمير، أحرى بها أن ترشد وتقاد، لا أن تجر وتغتصب. وأولئك الذين يتزوجون من لا يحبون، يحبون غير ما يتزوجون.
وقالت مدام دوستايل: العشق الذي هو عارض في حياة الإنسان يستغرق حياة المرأة بأجمعها.
وقال فنست: لست من أولئك الذين لا يؤمنون بإمكان الحب من أول نظرة، ولكني أومن بوجوب النظرة مرة أخرى.
وقالت مدام دوديفان: إن الرجل الذي تحبه امرأة جميلة فاضلة، يحمل من حبها طلسما يمنعه ويكسبه الحصانة، ويشعر كل من رآه أن حياته أعلى قيمة من حياة الآخرين.
وقال كوتون: كثيرا ما تنتهي الصداقة بالحب، ولكن لا يمكن الحب أن ينتهي بصداقة.
Unknown page