فالحب هو اختلاج القلب، ووجوده يبعث الأمل، وزواله يورث الألم.
بيد أن الحب المقيم بالتفكير العميق الكثير، قد يقلب نعيم دنياك جحيما لا يطاق.
ولا شك أنه من الخير أن تحب بعقل وروية، ولو أنه من الممتع أحيانا أن تحب بجنون. •••
لا ريب في أن الكلام عن الحب لذيذ كطعم الحب نفسه، بيد أن الكلام عن الحب شيء، والوقوع فيه شيء آخر. ومن ذاقوا الحب يجاهرون بأن ألذ أنواعه أكثرها ألما وتبريحا. قد يكون هذا صحيحا، وربما يكون العكس هو الصحيح؛ فالحب يبدأ باختيار الإنسان، غير أنه ليس له يد في نهايته. إنه علاقة بين سيد وعبد، فالسيد يريد أن يكون عبدا، والعبد يرغب في أن يصبح سيدا.
تتباين آراء الناس وتتعدد في الحب، فلكل فرد نظرته الخاصة، تكيفها بيئته وميوله واستعداده، وتهذبها ثقافته وتعليمه ومدى تمسكه بدينه. ومهما تعددت آراء الناس واختلفت في الحب، فكلها لا تنكر أهميته، وتعترف بالدور الهام الذي يلعبه في كل قلب، وما أكثر القلوب!
ولكن لم نعير الحب كل هذا الاهتمام البالغ؟
دعنا الآن نسأل ما هو الحب؟ هل هو قوة؟ وإن كان كذلك، فهل هو قوة أقوى من الحياة والموت، وأعلى من السماء وأعمق من البحر كما يقول البعض؟ أم هل الحب احترام؟ وعندئذ فلا سبيل إلى مزجه بالخوف. وهل لنا أن نأخذ برأي فرجيل الشاعر حين يقول:
الحب يقهر كل شيء ... إذن فلنرضخ للحب.
يبدو أننا سنضطر إلى موافقة فرجيل في رأيه، فقد أجمعت الآراء على أن الحب قوة، تتضاءل إزاءها كل قوة.
شبه «ماسفيلد» الحب بالنار فقال: «الحب كاللهيب المستعر المتقد، يحرق العزيمة .. ولا يتركها إلا رمادا لا حياة فيه.»
Unknown page