عنه، وهو كان أفضل الأمة بعده، ثم كذلك عثمان ثم علي ثم سائر الصحابة، الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة، ثم لم يثبت لواحدٍ منهم من طريق صحيح معروف أن متبركًا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها١، بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي ﷺ، فهو إذًا إجماع منهم على ترك تلك الأشياء" اهـ.
وكذا لم يفعلوا ذلك مع الحسن والحسين ﵄ ولا فاطمة ﵃ أجمعين-، فالبركة الذاتية لا تنتقل بالنطفة، خلافًا لمن زعم غير ذلك من غلاة الرافضة، ومن تبعهم من مقلدة وغيرهم.
الرابع: أن سد الذرائع قاعدة من قواعد الشريعة العظيمة قد دلّ عليها القرآن العظيم في مواضع، وفي السنة شيء كثير يقارب صحيحه المئة، ولعلّه لهذا لم يسلسل التبرك بذوات الصالحين، إنما اختص به الأنبياء.
الخامس: أن فعل هذا النوع من التبرك مع غيره ﷺ لا يؤمن أن يفتنه، وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكبر والرياء وتزكية نفسه، وكل هذا من محرمات أفعال القلوب.
١ يعني التبرك بالعرق والشعر والوضوء ونحو ذلك.