هذه مفاهيمنا
هذه مفاهيمنا
Publisher
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية الرياض
Edition Number
الثانية ١٤٢٢هـ
Publication Year
٢٠٠١م
Genres
أقول: جواب الشرط لم يذكره، والعبارة ركيكة، وأما رده عقيدة السلف والعلماء، فهو مردود عليه؛ لأنه -كما سبق- ينفي شرك التصرف ظاهرًا، ويقع في شرك القربى والزلفى. وأبطال دعواه فُصّل فيما كتبته عليها.
ثم تكلم الكاتب على حديث رواه الطبراني في " معجمه الكبير " ١ أنه كان في زمن النبي ﷺ منافق يؤذي المؤمنين، فقال أبو بكر الصديق: قوموا بنا لنستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: " إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ". ساقه هكذا الكاتب.
ثم قال في معناه ص١٠١:
" فلا بد من تأويله بما يناسب عمومات الأحاديث لينتظم شمل النصوص، فنقول: إن المراد بقوله: ذلك هو إثبات حقيقة التوحيد في أصل الاعتقاد، وهو أن المغيث حقيقة هو الله تعالى والعبد ما هو إلا واسطة في ذلك" اهـ.
أقول:
ما أجرأ الكاتب على عسف الأحاديث، فإن أبا بكر ﵁ هو الصديق أول المؤمنين وصاحب رسول الله ﷺ في الغار، وفضائله وسبقه مشهور، أفيظن به أنه يحوم على خاطره استقلال الرسول ﷺ بالإغاثة؟ ! هل يجوّز مسلم أن يأتي على ذهن أبي بكر أن إغاثة الرسول ﵊ مستقلة؟ ! هذا ما قرره كاتب المفاهيم، وفي حمل الحديث على ما حمله عليه من هذا المعنى الباطل نسبة الصديق إلى غاية الضلال، وهو الشك في خالق الأسباب المتفرد بها، يالها من معانٍ سيئة
١ لم أقف على إسناد الحديث في الموجود من "المعجم الكبير" لديَّ.
1 / 181