Hitta Fi Dhikr
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Publisher
دار الكتب التعليمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Publisher Location
بيروت
ويابس وحيتان الْبَحْر وَهُوَ أمه وسباع الْبر وأنعامه لِأَن الْعلم حَيَاة الْقُلُوب من الْجَهْل ومصابيح الْأَبْصَار من الظُّلم يبلغ العَبْد بِالْعلمِ منَازِل الأخيار والدرجات العلى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة والتفكر فِيهِ يعدل الصّيام ومدارسته تعدل الْقيام بِهِ توصل الْأَرْحَام وَبِه يعرف الْحَلَال وَالْحرَام وَهُوَ إِمَام الْعَمَل وَالْعَمَل تَابعه يلهمه السُّعَدَاء ويحرمه الأشقياء أوردهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب جَامع بَيَان الْعلم بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ حَدِيث حسن جدا وَفِي إِسْنَاده ضعف وروى أَيْضا من طرق شَتَّى مَوْقُوفا على معَاذ وَقد يُقَال الْمَوْقُوف فِي مثل هَذَا كالمرفوع لِأَن مثله لَا يُقَال بِالرَّأْيِ
قَالَ النَّوَوِيّ الِاشْتِغَال بِالْعلمِ من أفضل الْقرب وَأجل الطَّاعَات وأهم أَنْوَاع الْخَيْر وأكد الْعِبَادَات وَأولى مَا أنفقت فِيهِ نفائس الْأَوْقَات وشمر فِي إِدْرَاكه والتمكين فِيهِ أَصْحَاب الْأَنْفس الزاكيات وبادر إِلَى الاهتمام بِهِ المسارعون إِلَى الْخيرَات وسابق إِلَى التحلي بِهِ مستبقوا الكرمات وَقد تظاهر على مَا ذكرته جمل من الْآيَات الكريمات وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة المشهورات وأقاويل السّلف النيرات وَلَا ضَرُورَة إِلَى ذكرهَا لكَونهَا من الواضحات الجليات انْتهى
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي صيد الخاطر لَيْسَ فِي الْوُجُود شَيْء أشرف من الْعلم كَيفَ لَا وَهُوَ الدَّلِيل فَإِذا عدم وَقع الضلال انْتهى
وَقَالَ الشَّافِعِي من شرف الْعلم أَن كل من نسب إِلَيْهِ وَلَو فِي شَيْء حقير فَرح وَمن رفع عَنهُ حزن
وَقَالَ الْأَحْنَف كل عز لم يُوجد بِعلم فَإلَى ذل مصيره قيل سَادَات الْخلق ثَلَاثَة الْمَلَائِكَة والأنبياء والسلاطين وَكلهمْ خضعوا للْعلم أَمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم لفضل علمه وَأما الْأَنْبِيَاء فَحَدِيث مُوسَى وخضر وَأما الْمُلُوك فقصة يُوسُف فَلَمَّا كَلمه قَالَ ﴿إِنَّك الْيَوْم لدينا مكين أَمِين﴾ وَيُقَال الْعلم دَوَاء الْقُلُوب وشفاء الذُّنُوب وَنعم الحارس والفارس
1 / 16