Hitta Fi Dhikr

Qannawji d. 1307 AH
25

Hitta Fi Dhikr

الحطة في ذكر الصحاح الستة

Publisher

دار الكتب التعليمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Publisher Location

بيروت

إِلَيْهَا فَهَذَا الْعلم الْمَنْصُوص وَالْبناء المرصوص بِمَنْزِلَة الصراف لجواهر الْعُلُوم عقليها ونقليها وكالنقاد لنقود كل فنون أصليها وفرعيها من وُجُوه التفاسير والفقهيات ونصوص الْأَحْكَام ومأخذ عقائد الْإِسْلَام وطرق السلوك إِلَى الله ﷾ ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام فَمَا كَانَ مِنْهَا كَامِل الْعيار فِي نقد هَذَا الصراف فَهُوَ الحري بالترويج والاشتهار وَمَا كَانَ زيفا غير جيد عِنْد ذَلِك النقاد فَهُوَ القمين بِالرَّدِّ والطرد وَالْإِنْكَار فَكل قَول يصدقهُ خبر الرَّسُول فَهُوَ الْأَصْلَح للقبول وكل مَا لَا يساعده الحَدِيث وَالْقُرْآن فَذَلِك فِي الْحَقِيقَة سفسطة بِلَا برهَان فَهِيَ مصابيح الدجى ومعالم الْهدى وبمنزلة الْبَدْر الْمُنِير من انْقَادَ لَهَا فقد رشد واهتدى وأوتي الْخَيْر الْكثير وَمن أعرض عَنْهَا وَتَوَلَّى فقد غوى وَهوى وَمَا زَاد نَفسه إِلَّا التخسير فَإِنَّهُ ﷺ نهى وَأمر وأنذر وَبشر وَضرب الْأَمْثَال وَذكر وَإِنَّهَا لمثل الْقُرْآن بل هِيَ أَكثر وَقد ارْتبط بهَا أَتْبَاعه ﷺ الَّذِي هُوَ ملاك سَعَادَة الدَّاريْنِ والحياة الأبدية بلامين كَيفَ وَمَا الْحق إِلَّا فِيمَا قَالَه ﷺ أَو عمل بِهِ أَو قَرَّرَهُ أَو أَشَارَ إِلَيْهِ أَو تفكر فِيهِ أَو خطر بِبَالِهِ أَو هجس فِي خلده واستقام عَلَيْهِ فالعلم فِي الْحَقِيقَة هُوَ علم السّنة وَالْكتاب وَالْعَمَل الْعَمَل بهما فِي كل إياب وَذَهَاب ومنزلته بَين الْعُلُوم منزلَة الشَّمْس بَين كواكب السَّمَاء ومزية أَهله على غَيرهم من الْعلمَاء مزية الرِّجَال على النِّسَاء ﴿ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء﴾ فيا لَهُ من علم سيط بدمه الْحق وَالْهدى ونيط بعنقه الْفَوْز بالدرجات العلى وَقد كَانَ الإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن ﵇ يَقُول إِن من فقه الرجل بصيرته أَو فطنته بِالْحَدِيثِ وَلَقَد صدق فَإِنَّهُ لَو تَأمل المتأمل بِالنّظرِ العميق والفكر الدَّقِيق لعلم أَن لكل علم خاصية تتحصل بمزاولته للنَّفس الإنسانية كَيْفيَّة من الكيفيات الْحَسَنَة أَو السَّيئَة وَهَذَا علم تُعْطى مزاولته صَاحب هَذَا الْعلم معنى الصحابية لِأَنَّهَا فِي الْحَقِيقَة هِيَ الِاطِّلَاع على جزئيات أَحْوَاله ﷺ ومشاهدة أوضاعه فِي الْعِبَادَات

1 / 36