Hitta Fi Dhikr

Qannawji d. 1307 AH
16

Hitta Fi Dhikr

الحطة في ذكر الصحاح الستة

Publisher

دار الكتب التعليمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Publisher Location

بيروت

هَؤُلَاءِ فرقا كَثِيرَة وَيجمع الْكل أَنه حق عَلَيْهِم إرشاد وإفتاء المستفتين ونصح الطالبين وَإِظْهَار الْعلم كم علما ألْجمهُ الله بلجام من نَار وَأَن لَا يقصدوا بِالْعلمِ الرِّيَاء والمباهاة والسمعة وَلَا يَجْعَلُوهُ سَبِيلا إِلَى الدُّنْيَا فَإِن الدُّنْيَا أقل من ذَلِك وَأَقل دَرَجَات الْعَالم أَن يدْرك حقارة الدُّنْيَا وخستها وكدورتها وانصرامها وَعظم الاخرة ودوامها وصفاءها وَحقّ الْحق أَنِّي لاعجب من عَالم يَجْعَل علمه سَبِيلا إِلَى حطام الدُّنْيَا وَهُوَ يرى كثيرا تنَال بِالْجَهْلِ فَمَا بالنا نشتريها بأنفس الاشياء وَهُوَ الْعلم فَيَنْبَغِي أَن يقْصد بِهِ وَجه الله تَعَالَى والترقي إِلَى جوَار الْمَلأ الْأَعْلَى انْتهى مُلَخصا والإفادة أفضل من الْعِبَادَة وَلَا بُد لَهُ من النِّيَّة ليَكُون ذَلِك ابْتِغَاء لمرضات الله تَعَالَى وإرشاد عباده وَلَا يُرِيد بذلك زِيَادَة جاه وَحرمه وَلَا يطْلب على إفادته أجرا اقْتِدَاء بِصَاحِب الشَّرْع ﷺ وَمن بلغ رشده فِي الْعلم يَنْبَغِي أَن يبث إِلَيْهِ حقائق الْعُلُوم وَإِلَّا فحفظ الْعلم وإمساكه عَمَّن لَا يكون أَهلا لَهُ أولى بِهِ شعر ... سأكتم علمي عَن ذَوي الْجَهْل طاقي ... وَلَا أنثر الدّرّ النفيس على الغلم ... فَمن منح الْجُهَّال علما أضاعه ... وَمن منع المستوجبين فقد ظلم ... وَعَن أنس ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ وَاضع الْعلم عِنْد غير أَهله كمقلد الْخَنَازِير الْجَوْهَر واللؤلؤ وَالذَّهَب رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَي يحدث من لَا يفهمهُ أَو من يُرِيد مِنْهُ عرضا دنيويا أَو من لَا يتعلمه لله تَعَالَى كَذَا فِي الْمرقاة

1 / 26