History of the Rightly Guided Caliphs: Conquests and Political Achievements

Muhammad Suhail Taqoush d. Unknown
46

History of the Rightly Guided Caliphs: Conquests and Political Achievements

تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية

Publisher

دار النفائس

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٢٤هـ

Publication Year

٢٠٠٣م

Genres

على من أتبع الهدى، أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"١. واتخذ مسيلمة حرمًا باليمامة، كما أشرنا، فأخذ الناس به، فكان محرمًا، ونظم ونظم كلامًا مضاهاة للقرآن، وقصده الناس ليتسمعوا منه بعد أن اشتهر أمره، وتمكن من التأثير في بعضهم، وكان ممن قصده المتشمس بن معاوية، عم الأحنف بن قيس، فلما خرج من عنده قال عنه: إنه كذاب، وقال عنه الأحنف بن قيس وكان قد رآه أيضًا: ما هو بنبي صادق، ولا بمتنبئ حاذق٢. عرف مسيلمة بين أتباعه برسول الله، وكانوا يتعصبون له، ويؤمنون بدعوته إيمانًا شديدًا، وكانت المنافسة بين قبائل مضر وربيعة على أشدها، والأخيرة تتععصب لنسبها، وتأنف أن تعلوها قريش بفضل النبوة والرئاسة، وليس أدل على ذلك من طلب هوذة الذي أشرنا إليه، بالإضافة إلى رأي طلحة النميري الذي قدم إلى اليمامة للاجتماع بمسيلمة، والوقوف على حقيقة دعوته، واختبار نبوته، إذ عندما طلب الاجتماع به وسماه باسمه، مسيلمة، رد عليه قومه: مه يا رسول الله، فقال: لا حتى أراه، فلما جاءه قال: أنت مسيلمة؟ قال: نعم، قال: من يأتيك؟ قال: رحمن، قال: أفي نور أو في ظلمة؟ فقال: في ظلمة، فقال: أشهد أنك لكذاب وأن محمدًا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"٣. والراجح أن مسيلمة كان يتوق إلى استعادة مركز قبيلته بني حنيفة، التي كانت تضارع قريشًا في الجاهلية، ويطمع في أن يكون لها السيطرة على جزء من بلاد العرب، وأنكر أهل اليمامة أن يكون محمد رسول الله إليهم، وكانوا يرون لأنفسهم ما لقريش من حق، فلهم نبي ورسول، ولقريش نبي ورسول، فلجأ إلى إدعاء النبوة كذبًا ليتمكن من تحقيق أغراضه، وتطلعات قبيلته، فحركته سياسية عصبية اتخذت من الدين قناعًا زائفًا، هذا ولا تشير الأخبار التي تتحدث عنه، عندما قدم مع وفد قومه إلى المدينة، ولا التي تتحتدث عنه وهو في اليمامة؛ إلى قبوله الإسلام، بل نجد فيها كلها أنه ظل يرى نفسه نبيًا مرسلًا من الرحمن وصاحب رسالة، لذلك ليس من الصواب أن نقول: ردة مسيلمة أو ارتداد مسيلمة، أو نحو ذلك؛ لأنه لم يعتنق الإسلام، ثم ارتد عنه حتى ننعته بالمرتد! ٤.

١ البلخي: ج٣ ص١٩٦. ٢ الطبري: ج٣ ص٢٨٣، الجاحظ: ج٥ ص٥٣٠. ٣ الطبري: ج٣ ص٢٨٦. ٤ علي، جواد: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج٦ ص٩٧.

1 / 53