49

Hisan Akhdar

الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت

Genres

سألت: وماذا يفعل؟

قال: قولي له يضع عصا على أنفه، ستقف هناك بإذن الله.

سألت ضارعة: كلامك صعب يا مولاي!

قال مبتسما: رزقك في رجليك يا صغيرتي، ورزقه في عصاه.

ضاقت بكلامه فسألته أن يوضح ما يريد. ابتسم ابتسامة نورانية حتى ظهرت أسنانه الطاهرة البيضاء، رفع يديه إلى السماء ومشى أمامها على الماء، ثم تمتم قبل أن يدير لها ظهره ويتلاشى: فرجه قريب، فرجه قريب.

راحت أيام وجاءت أيام، ماتت ناس وعاشت ناس. ولما أقبلت على الشاطئ وكان في قدميها حذاء جميل، وعلى جسدها النحيل فستان بلا رقع ولا ثقوب؛ وضعت يدها على خدها، وراحت تنظر إلى الماء، ولم تمض لحظات حتى أحست بحركة في الماء، فرفعت وجهها؛ لترى طلعته النورانية أمامها. قالت في لهفة: مولاي، أين أنت من زمان؟

أجابها في اطمئنان: في ملكوت الله يا حبيبتي، في ملكوت الله.

قالت في عتاب: ولا تسأل عنا يا مولانا؟

قال: الله رحيم بعباده يا ابنتي، ما من حبة في السماء ...

قاطعته: دخنا في الشوارع والحواري يا مولاي!

Unknown page