153

Hilyat al-awliyaʾ wa tabaqat al-asfiyaʾ

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

Publisher

مطبعة السعادة

Publisher Location

بجوار محافظة مصر

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْخُوَارِزْمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ صُهَيْبٍ ﵁ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " الْمُهَاجِرُونَ هُمُ السَّابِقُونَ الشَّافِعُونَ الْمُدِلُّونَ عَلَى رَبِّهِمْ ﷿، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى عَوَاتِقِهُمُ السِّلَاحُ فَيَقْرَعُونَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُهَاجِرُونَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ: هَلْ حُوسِبْتُمْ؟ فَيَجْثُونَ عَلَى رُكَبِهِمْ، وَيَنْثُرُونَ مَا فِي جِعَابِهِمْ، وَيَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبُّ أَبِهَذِهِ نُحَاسَبُ؟ لَقَدْ خَرَجْنَا وَتَرَكْنَا الْمَالَ وَالْأَهْلَ وَالْوَلَدَ. فَيُجْعَلُ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ أَجْنِحَةً مِنْ ذَهَبٍ مُخَوَّصَةً بِالزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ، فَيَطِيرُونَ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ "، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر: ٣٥]، قَالَ صُهَيْبٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَلَهُمْ بِمَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ أَعْرَفُ مِنْهُمْ بِمَنَازِلِهِمْ فِي الدُّنْيَا»
أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَمِنْهُمُ الْعَابِدُ الزَّهِيدُ، الْقَانِتُ الْوَحِيدُ، رَابِعُ الْإِسْلَامِ، وَرَافِضُ الْأَزْلَامِ، قَبْلَ نُزُولِ الشَّرْعِ وَالْأَحْكَامِ، تَعَبَّدَ قَبْلَ الدَّعْوَةِ بِالشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ، وَأَوَّلُ مَنْ حَيَّا الرَّسُولَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، لَمْ يَكُنْ تَأْخُذُهُ فِي الْحَقِّ لَائِمَةُ اللُّوَّامِ، وَلَا تُفْزِعُهُ سَطْوَةُ الْوُلَاةِ وَالْحُكَّامِ، أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي عِلْمِ الْبَقَاءِ وَالْفَنَاءِ، وَثَبَتَ عَلَى الْمَشَقَّةِ وَالْعَنَاءِ، وَحَفِظَ الْعُهُوَدَ وَالْوَصَايَا، وَصَبَرَ عَلَى الْمِحَنِ وَالرَّزَايَا، وَاعْتَزَلَ مُخَالَطَةَ الْبَرَايَا، إِلَى أَنْ حَلَّ بِسَاحَةِ الْمَنَايَا. أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ ﵁، خَدَمَ ⦗١٥٧⦘ الرَّسُولَ، وَتَعَلَّمَ الْأُصُولَ، وَنَبَذَ الْفُضُولَ. وَقَدْ قِيلَ: «إِنَّ التَّصَوُّفَ التَّأَلُّهُ وَالتَّدَلُّهُ، عَنْ غَلَبَاتِ التَّوَلُّهِ»

1 / 156