حلم معاوية تأليف ابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان المتوفى سنة ٢٨١ هـ تحقيق إبراهيم صالح دار البشائر ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Unknown page

نقلت من حلم معاوية من الجزء الأول، تأليف ابن أبي الدنيا، وهو سماعي. ١ - بإسناد: حكي أن معاوية ذكر عند عمر بن الخطاب، فقال: دعونا من ذم فتى قريش وابن سيدها، من يضحك في الغضب، ولا ينال إلا على الرضى، ومن لا يأخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.
٢ - وبإسناد: لما قدم عمر الشام، تلقاه معاوية في موكب عظيم؛ فلما دنا منه قال له عمر: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: مع ما يبلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: مع ما يبلغك من ذاك. قال: ولم تفعل هذا؟ قال: نحن بأرض جواسيس العدو بها كثير، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به؛ فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت. فقال عمر: يا معاوية، ما أسألك عن شيء، إلا تركتني في مثل رواجب الضرس؛ لئن كان ما قلت حقًا، إنه لرأي أريب، ولئن كان باطلًا، إنها لخدعة أديب. ⦗٢٠⦘ قال: فمرني يا أمير المؤمنين. قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه. فقال عمر: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.

1 / 19

٣ - وبإسناده قال: كان عمر بن الخطاب إذا رأى معاوية، قال: هذا كسرى العرب.
٤ - وبإسناده: أن عمر دعا أبا سفيان يعزيه بابنه يزيد، فقال له أبو سفيان: من جعلت على عمله يا أمير المؤمنين؟ قال: جعلت أخاه معاوية، وابناك مصلحان، ولا يحل لنا أن تنزع مصلحًا.
٥ - وبإسناده: قال علي: لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو قد فقدتموه، رأيتم الرؤوس تنزو من كواهلها كالحنظل.
٦ - وبإسناده قال: قال عمر: تعجبون من دهي هرقل وكسرى، وتدعون معاوية!.
٧ - وبإسناده: قال ابن عباس: لله بلاد ابن هندٍ، ما أكرم حسبه، وأكرم مقدرته! والله ما شتمنا على منبرٍ قط، ولا بالأرض، ضنًا منه بأحسابنا وحسبه.

1 / 20

٨ - وبإسناده: قال ابن عباس: قد علمت بما كان معاوية يغلب الناس؛ كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار.
٩ - وبإسناده: لما جاء نعي معاوية إلى ابن عباس، والمائدة بين يديه، فقال لغلامه: ارفع ارفع. ثم قال: اللهم أنت أوسع لمعاوية، ثم قال: خيرٌ ممن يكون بعده، وشر ممن كان قبله؛ ثم قال: جبلٌ تزعزع ثم مال بجمعه ... في البحر لا رَتقَت عليك الأبحر
١٠ - وبإسناده: قال عبد الله بن الزبير، وهو يخطب، وذكر معاوية فقال: رحم الله ابن هندٍ، لوددت أنه بقي ما بقي من أبي قبيسٍ حجرٌ، على مثل ما فارقنا عليه، كان -والله- كما قال بطحاء العذري: ركوب المنابر ذو هيبةٍ ... معن بخطبته مجهر تثوب إليه هوادي الكلام ... إذا ضل خطبته المهمر
١١ - وبإسناده عن ابن عمر، قال: ⦗٢٢⦘ ما رأيت أحدًا بعد رسول الله ﷺ أسود من معاوية.

1 / 21

١٢ - وبإسناده عن عامرٍ، قال: أغلظ رجلٌ لمعاوية، فقال: أنهاك عن السلطان، فإن غضبه غضب الصبي، ويأخذ أخذ الأسد.
١٣ - وبإسناده عن الأعمش، قال: طاف الحسن بن علي مع معاوية، فكان يمشي بين يديه، فقال: ما أشبه أليته بأليتي هندٍ، فسمعه معاوية، فالتفت إليه، [فقال:] أما إنه كان يعجب أبا سفيان.
١٤ - وبإسناده، قال: أسمع رجلٌ مرةً معاوية كلامًا شديدًا، غضب منه أهله، فقيل له: لو سطوت عليه، فكان نكالًا. قال: إني لأستحيي أن يضيق حلمي عن ذنب أحدٍ من رعيتي.
١٥ - وبإسناده، قال: حج معاوية، فلما كان عند الردم، أخذ حسين بخطامه فأناخ به، ثم ساره طويلًا، ثم انصرف؛ وزجر معاوية راحلته وسار. فقال عمرو بن عثمان: ينيخ بك الحسين، وتكف عنه، وهو ابن أبي طالبٍ! ⦗٢٣⦘ فقال معاوية: دعني من علي؛ فوالله ما فارقني حتى خفت أن يقتلني، فلو قتلني ما أفلحتم؛ وإن لكم من بني هاشمٍ ليومًا.

1 / 22