Hikmat Gharb
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Genres
جعلا هذه المحاولة تخفق بصورة نهائية تماما، كما استطاع سكان الأرض اليونانية أن يردوا خطر الغزو الذي قام به ملك الفرس العظيم.
ولا شك أن حلول أثينا بالتدريج محل كورينثة خلال القرن الخامس قد ساعد على إشعال نار الحرب البلوبونيزية، وكانت كارثة حملة سراقوزة هي التي أدت في النهاية إلى أفول نجم أثينا.
أما مدينة طيبة
Thebes
القديمة، التي ترتبط بأساطير أوديب المشهورة القديمة، فتقع في سهول بويوتيا
Boeotia
إلى الشمال الغربي من أثينا، ولقد كانت طيبة بدورها تخضع خلال القرن الخانس لحكم أقلية أرستقراطية، ولم يكن دورها خلال الحروب الفارسية مشرفا على الإطلاق، صحيح أن إحدى كتائب طيبة قد أبيدت مع قوات «ليونيداس»، ولكن أهل طيبة انتقلوا إلى الحرب في صف الفرس في بلاتايا
بعد أن اكتسح زيريس أرضهم، ومن هنا فقد عاقبتها أثينا على هذه الخيانة بحرمانها من مركزها القيادي في «بويوتيا»، ومنذ ذلك الحين كان الأثينيون يبدون قدرا من الاحتقار لأهل طيبة، ولكن مع نمو قوة أثينا، انحازت إسبرطة إلى طيبة من أجل موازنة هذه القوة النامية. وفي الحرب البلوبونيزية صمدت طيبة أمام أثينا على الرغم من أن المناطق الريفية المجاورة لها قد اجتيحت، ومع ذلك فعندما انتصرت إسبرطة تحول انحياز طيبة مرة أخرى، وقدمت العون إلى أثينا.
ولقد كانت معظم دول المدن تسيطر على الإقليم المجاور لها مباشرة، بحيث كان في استطاعة أهل الريف أن يزرعوا أرضهم، ولكن سلطة الحكم كانت تتركز في المدينة. أما في الحالات التي كان من الممكن فيها المشاركة في الشئون العامة كما هي الحال في الدول الديمقراطية، فقد كان جميع المواطنين يشاركون. وكان الناس ينظرون شزرا إلى الرجل الذي لا يهتم بالسياسة ويصفونه بأنه «أبله
Idiot » وهي في اليونانية تعني «متهالك على مصالحه الخاصة.»
Unknown page