============================================================
فيجرب على الأبدان ويهلك النفوس : والنجار الذى يأخذ القدوم (1) فلا يزال ينحت الخشب حى بملأ حانوته من الحطب ثم لا يبقى له موضع فيه فيخرج هو وامرأته وولده إلى الشمس فى الهاجرة وأيام الصيف . وإلى البرد والرياح والأمطار فى الشتاء : والمفى فى الدين وهو لا يعرف الفقه ولا يقتيس العلم من موضعه .
ثلاثة ينبغى لهم أن يتأنوا ويثبتوا ويقدموا بعد تودة : الذى يرقى فى الحبل الشاهق، والذى بهم بالأمر الحسيم من الدنيا، والذى يميز الحق من الباطل ليفتقد الصواب ويعمل به ثلاثة يتمنون ما لا يجدون ولا يقدرون عليه أبدا : العاصى المصر على الخطايا ويتمنى الحنة : والرجل [143] الحقود يتمنى أن يظفر بجميع من يعادى فلا يبقى منهم أحدا : ومتمنى الخلود والبقاء فى دار الفناء(2) : ثلاثة يجنون على أنفسهم ويؤلمون أبدانهم : الذى يأتى القتال بغير جنة فيقذف نفسه بين الصفوف ويقول: لن يصيبنى إلا ما تتضى على - فلا يخلو من ضربة أو طعنة أو رمية ، وربما قتل : والرجل الموسر الذى لا ولد له ولاحميم فيقتر على نقسه، وربما قتل لماله، وإن عاش عاش فى ضر وبؤس: والشيخ الكبير الفانى ينكح المرأة الحميلة فلا تزال تسبه وتتمتع بكل شاب أحمل من الآخر ورعا سعت فى هلاكه (3 .
أربعة هم الذين يستخفون بأنفسهم وتحقرونها : الذى بهذى ويعرف بالفرفرة (4) ويتكلم بما لايسأل عنه ويقول بما لا يعلم ويبادر بالكلام على ما خطر بقلبه ، والذى يتساط على الناس من غير معوتة لهم ، والغلام الذى يغلظ القول لصاحبه ويرد عليه (5) الصواب ، والذى يدخل على القوم المتخلين لمهم من غير استثذان عليهم(2).
(1) آلة للنجر والتحت، قال ابن السكيت : ولا يشبدد ، وقال الزحشرى : التشديد لغة فيه (2) ف : دار الدنيا: (4) ف : املاك () الفرفرة : التخليط والكثرة فى الكلام ؛ الطيش والحفة: العجلة ) عليه: ناقصة فيف (2) عليهم: ناقصة فى ط،
Page 160