10
مؤسس الدولة الإخمينية، والذي في عهده أعيد تسمية إيران باسم فارس نسبة إلى قبيلة فارس، فعندما غزا قمبيز بن كورش مصر ودخلها، وذلك عن طريق الخدعة التاريخية المعروفة التي تدل دلالة واضحة على سابق معرفة الفرس بدقائق اللاهوت والأساطير المصريين، أو مجمع وكعبة الآلهة المصرية.
ذلك أنه وضع أمام جيشه صفا كبيرا من الحيوانات والنباتات الطوطمية أو الشعائرية لآلهة وإلهات المصريين، فكان أن أخذ المصريون وامتنعوا عن القتال، فدخل قمبيز مصر وقتل العجل المقدس أبيس، وهدم الكثير من الهياكل والمعابد.
كما أن قمبيز فتح السودان ثم الحبشة، إلا أن إناثها هزمته وردته عن فتحها، فيلاحظ أن المؤثرات الآرية الفارسية وصلت حتى أفريقيا الوسطى منذ منتصف الألف الأولى ق.م. •••
ومن المفيد
11
التوقف هنيهة عند جذور التراث الأسطوري الآري الهندي، أو الأصل المبكر الأم للتراث الفارسي الإيراني.
ففي الفيدا - أقدم المصادر المدونة للغة السنسكريتية - عديد من الأساطير التي تنتمي للكيانات والأمم الآرية موجودة في أدنى أشكالها، ومن هنا تأتي القيمة الخاصة للأساطير الهندية بالنظر إلى الدراسات الأسطورية المقارنة.
لكن من الخطأ افتراض أن الأساطير اليونانية واللاتينية والسلافية والأجناس الشمالية بعامة لقدامى الألمان والكلت؛ مأخوذة أو مستمدة من الأساطير الهندية؛ لأن الأساطير مثلها مثل لغات كل هذه الأجناس المختلفة «على اعتبار التوحد بين كل من اللغة وأساطيرها»، فالمحتويات الهندية مأخوذة من مصدر أم، أما أساطير اليونان واللاتين والسلاف وغيرهم فهي مجرد تحويرات للغات الآريين البدائية التي كان يتكلمها الآريون القدامى، وذلك قبل أن تتفرع وتشتق من اللغة الأم الأصلية، وأينما وجدت أصبحت مكونة بدورها أمما جديدة في الهند واليونان وشمال ووسط أوروبا ... إلخ.
فاللغة السنسكريتية ليست هي الأم تماما بقدر ما هي في موقع الأخت الكبرى لليونانية وقريباتها من بقية اللغات الآرية والميثولوجيا، «الفيدية» هي نمط أو أسلوب مشابه فقط، فهي في موقع الأخت الكبرى للأساطير الآرية الأخرى، وبسبب هذا الاكتشاف للأصل الحقيقي لهذه اللغات تمكن الدارسون من التعامل مع الأسطورة تعاملا أكثر علمية.
Unknown page