فألحق تابوت العهد الأهوال بالفلسطينيين أو العرب الأشدوديين، وكيف أنه كان يوقع بسكان مدنهم، وكلما حل مدينة حل الذعر والأذى والأهوال، فكان تابوت العهد يميتهم، ومن لم يمت معهم
28
ضرب بالبواسير، فصعد صراخ المدينة إلى السماء، وبقي تابوت العهد عند الفلسطينيين سبعة أشهر.
وخلفت هذه الحادثة تضمينة متواترة وموجودة بكثرة لدى ميثولوجيا العرب الجاهليين، بل هي ما تزال تتواتر في تراثنا الشفاهي حتى اليوم، وتتصل هذه التضمينة بتقديس عتبات البيوت أو مداخلها.
فذات مرة بكر الفلسطينيون فوجدوا إلههم داجون «ساقط على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب، ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة؛ لذلك لا يدوس كهنة داجون وجميع الداخلين إلى بيت داجون على عتبة داجون في أشدود إلى هذا اليوم».
خلاصة القول أن بقايا الحكايات والأساطير الموسوية والعبرية بعامة، يمكن الحصول على تنويعاتها ومتناثرات مأثوراتها وجزئياتها على طول رقعة بلداننا العربية، سواء أكانت مدونة أو شفاهية، ما تزال إلى أيامنا تواصل تواترها على الشفاه، خاصة مجموعة الحكايات أو بقايا الأساطير المتصلة بشخصية موسى.
ومن هنا فمثل هذه التركة المغلفة بشعائر الأنيمزم أو الروحانيات مجالي المستقبلي الوحيد هو الفولكلور بحكاياته ومأثوراته لا غير، ومعظمها سيطالعنا فيما يلي من نصوص مختارة ما بين حكايات خرافية، وبقايا أساطير، وحكايات فرفشة، وأخرى تعليمية وشعائرية.
حافظت قدر جهدي خلال سنوات جمعي الميداني لها على مجمل أبنيتها الخام أو التلقائية.
الفصل الرابع عشر
النصوص
Unknown page