الأب بياع فاكهة، والأم بياعة بيض، وزينب آخر عنقود مثقل بالذكور، وهي جميلة، فلتة رائعة من الجمال، وفي جمالها تتلخص حكايتها.
في طفولتها كانت لعبة تتخاطفها الأيدي، في صباها تألقت تباشير الفتنة، في الشباب استوت آية من البهاء والأبهة.
ويقول زيدان الأب لزوجه: البنت يجب أن تحجب في البيت.
فتوافق الأم كارهة؛ إذ إنها تفضل بطبيعة الحال لو كان في الإمكان أن تسعى زينب لرزقها.
ويتكالب الخطاب عليها، فترتبك الأسرة حيال الطلاب، وتقول الأم: من العدل أن يكون حظها في قوة جمالها!
لذلك ترفض يد ابن أختها سواق الكارو، فتتمزق أواصر الأخوة، وتنشب معركة بين الأختين تتفرج عليها الحارة، ما بين شامت ومتعجب ولاعن.
ويتقدم لها في وقت واحد تقريبا حسن «صبي طرابيشي» وخليل «صبي جزار» فيجران إلى معركة عنيفة يخرجان منها بعاهتين مستديمتين.
وإذا بفراج الدري المدرس يطلب يدها، أفندي محترم وموظف حكومة، ويعتبر بالقياس إلى بيئة زينب حلما من الأحلام، وتقول الأم: هذا من نرحب به.
ولكن علي بياع القلل يعترض سبيل المدرس ذات يوم ويهمس في أذنه: إن تكن تحب الحياة حقا فابعد عن زينب!
ويستعين المدرس بقريب قوي من أهل التحرش والتحدي، فيعتدي الرجل على بياع القلل، ولكن بياع القلل يضطغنها في نفسه ويتربص لفراج أفندي ثم يفقأ عينه!
Unknown page