Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
قال أول لوك اوي في المساء، حين كان يالمار في الفراش: «فلتنتبه الآن بينما أزين الحجرة.»
وفي الحال صارت كل الزهور التي في أصص الزرع أشجارا كبيرة ذات فروع طويلة بلغت السقف وتمتد على الجدران، حتى بدت الحجرة بأكملها كأنها مستنبت. وكانت كل الفروع محملة بالزهور، وكل زهرة في جمال وعبير الوردة، وإذا تذوقها أي شخص كان سيجد مذاقها أحلى من المربى. وكانت الثمار تلمع كالذهب، وكان هناك كعك امتلأ عن آخره بالبرقوق حتى كاد يتشقق. كانت الحجرة جميلة جمالا منقطع النظير.
في الوقت نفسه تصاعد أنين حزين من درج المنضدة الذي يضع فيه يالمار كتبه المدرسية.
قال أول لوك اوي وهو يذهب إلى المنضدة ويفتح الدرج: «ما هذا يا ترى؟»
كان لوح الكتابة متكدرا للغاية بسبب رقم خطأ في عملية حسابية حتى إنه أوشك أن يكسر نفسه. في حين أخذ القلم يشد سلسلته ويجذبها كأنه كلب صغير يريد أن يساعد ولا يستطيع.
ثم جاء أنين من كراسة يالمار. وقد كان له وقع فظيع تماما في الأذن! كان في كل صفحة صف من الحروف الكبيرة، وبجانب كل واحد منها حرف صغير. كانت هذه مطبوعة، وجاء أسفلها حروف أخرى كتبها يالمار بنفسه، وقد كانت تعتقد أنها تبدو مثل الحروف المطبوعة، لكنها كانت مخطئة؛ إذ كانت مائلة على جنبها كما لو كانت ستسقط من السطور.
قالت الحروف المطبوعة: «انظروا، هكذا يجب أن تقفوا. انتبهوا، لا بد أن تميلوا هكذا، في انحناءة أنيقة.»
قالت حروف يالمار: «أوه، نحن نرغب بشدة في فعل هذا، لكننا لا نستطيع؛ فقد كتبنا على نحو رديء للغاية.»
قال أول لوك اوي: «إذن لا بد أن تمسحوا.»
صاحت الحروف: «أوه، لا!» ثم وقفت في رشاقة حتى صار منظرها مبهجا جدا للعين.
Unknown page