Your recent searches will show up here
ولا بد يابني من أن يكون في القرابة وذوي الرحم بعض من يحسد ويقطع ويظلم، فإذا كان ذلك من أحد منكم، ولم يكن في الدين فاسقا ولا سفيها عاهرا فاجرا، فصلوا القاطع وإن قطع، واحملوا عنه وإن آذاكم وجهل وظلم، فإن ذلك من الإحسان عند الله والله مع المحسنين، والصبر على ذلك عنهم من الكرم والحلم الذي وصف الله به المؤمنين، قال الله تعالى في دفع السيئة بالحسنة: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}[فصلت: 34]، وهذا في الأبعدين وفي الناس أجمعين، فكيف في ذوي الرحم الأقربين.
واعلموا يابني أنه لا بد أن يكون بين ذوي الأرحام من الشيطان والنزعات وبعض ما يسمع منهم مما يؤذي النفوس في بعض الأوقات، فمن صبر لذلك حين أحرقه الأذى فتغافل وكظم حتى يهدأ الغضب ويطفأ، كان محمودا عند الله محسنا وبالحلم والصبر بعد مغتبطا، وكان المحسن عند الله معانا، قال الله سبحانه: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128].
وذكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله المتقين أنه قال: ((ليس الواصل من يصل من وصله، إنما الواصل من يصل من قطعه))([52]).
Page 119