Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Genres
فإن ابن الثلاثين معدود من الشباب في أوانه، ومن اقتبال العمر في عنفوانه، وما بلغ هذا المبلغ إلا وقد أحرز العلوم، وحاز رتبة الاجتهاد، ومن نظر في هذا قضى عجبا، ولم يزل من ذلك متعجبا.
قال القاضي الإمام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى [رضوان الله عليه]
وقد ذكر المرتضى حتى قال: كان من الأوصاف الحميدة والطرائق الحسنة بحيث لا يخفى حاله، دعا بعد أبيه عليهما السلام ، وبويع له وصحت إمامته، ثم رأى قلة الأنصار وتخاذل الأعوان فلزم بيته واشتغل بنفسه، وتجلبب جلباب الزهد والعبادة، حتى مات بصعدة.
[خطبته عند اعتزاله (ع)]
وله عليه السلام خطبة حسنة عند قيامه بالأمر وبيعة الناس له، تشهد له بالإجادة في الخطابة، وله خطبة أخرى عند خروجه من الأمر تقضي له بالإصابة في الزهادة، قال في أثنائها: (ثم إنكم معاشر المسلمين أقبلتم إلي عند وفاة الهادي عليه السلام، وأردتموني على قبول بيعتكم؛ فامتنعت مما سألتموني ودافعت بالأمر، ولم أؤيسكم من إجابتكم إلى ما طلبتم مني خوفا من استيلاء القرمطي لعنه الله على بلادكم، وتعرضه للضعفاء والأيتام والأرامل منكم، فأجريت أموركم على ما كان الهادي عليه السلام يجريها، ولم أتلبس بشيء من دنياكم، ولم أتناول قليلا ولا كثيرا من أموالكم؛ فلما أخزى الله القرمطي {وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا(25)} [الأحزاب] .
Page 308