Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Genres
وروى مصنف سيرته أنه عليه السلام صاح بغلام له، فسأله عن خرقه فقال له الغلام: قد رفعتها، فقال: أخرجها إلي فأخرجها من بين ثيابه عليه السلام، فلما أخرجها قال للغلام: ويلك أنت قليل دين، ليس لك دين تضع خرقة من الأعشار بين ثيابي!.
ودخل يوما وقد تطهر للصلاة فأخذ خرقة فمسح بها وجهه ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون هذه الخرقة من العشر، فذكرت له ذلك فقال: ما يحل لنا أن نمسح به وجوهنا ولا نستظل به من الشمس.
وذكر الفقيه العلامة حميد رحمه الله أشياء من ورعه تركناها اختصارا، وكان عليه السلام صواما قواما يصوم أكثر أيامه، ويحيي أكثر لياليه تهجدا وصلاة.
روينا عن السيد أبي طالب عليه السلام عن سليم؛ وكان يلي خدمة الهادي عليه السلام في داره فقال: كنت أتبعه حتى يأخذ الناس فرشهم في أكثر لياليه بالمصابيح إلى بيت صغير في الدار كان يأوي إليه، فإذا دخله صرفني فأنصرف؛ فهجس ليلة بقلبي أن أحتبس وأبيت على باب البيت أنظر ما يصنع.
قال: فسهر عليه السلام الليل أجمع ركوعا وسجودا، وكنت أسمع وقع دمعه عليه السلام ونشيجه في حلقه، فلما كان الصبح قمت فسمع حسي فقال: من هذا، فقلت: أنا سليم، فقال: ما عجل بك [في] غير حينك، فقلت: ما برحت البارحة جعلت فداك؛ قال: فرأيته اشتد عليه ذلك وحرج علي ألا أحدث به في حياته أحدا؛ قال: فما حدثنا به سليم إلا بعد وفاة الهادي عليه السلام أيام المرتضى.
Page 288